اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
الغاية العظمى، وأنت المقصد الأسنى، وأنت
الذي يذل كل من احتمى بغيرك.
وأعوذ بك يا رب من تلك الأهواء التي تقيد
أصحابها بخيوط الحرير، لتجرهم إلى حتفهم، وتقضي على حقائقهم، فتكون أنت أول ما
يخسرون.. وبخسارتهم لك يخسرون كل شيء.
يا رب.. لقد أمرتنا في كتابك أن نردد: {اللَّهُمَّ
مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ
تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 26]
ونحن نرددها بألسنتنا كما أمرتنا.. فاجعلنا
نرددها بقلوبنا وأرواحنا وأسرارنا، حتى نعلم أنك الملك الوحيد في هذا الكون.. وأن
نداءك { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16]
ليس خاصا بالآخرة، بل هو عام في كل الأوقات.. لكن لا يسمعه إلا أصحاب البصائر.
يا رب.. لقد قلت في كتابك: {مَنْ كَانَ
يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} [فاطر: 10]، ونحن ـ يا رب ـ
نريد تلك العزة الحقيقية التي جعلتها لأنبيائك وأوليائك وأصفيائك.. أولئك الذين
صفيت القلوب من الأغيار، فلم يلتفتوا إلا لعظمتك، ولم ينبهروا إلا بجمالك، ولم
يقضوا حياتهم إلا في خدمتك وصحبتك وعبوديتك.
يا رب.. لقد حدثنا رسولك الخاتم، فقال: (تعس
عبد الدينار، وعبد الدرهم، وعبد القطيفة، وعبد الخميصة، إن أعطي رضي، وإن منع سخط)[1]..
ونحن نعوذ بك يا رب أن نكون عبيدا لهؤلاء ولغيرهم.. ونسألك أن نكون عبيدا لك وحدك.