اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 157
الكلمات المقدسة
إلهي.. يا من كل شيء نابع من كلماتك
المقدسة.. فكل شيء ثمرة لقولك كن.. فلا يكون إلا ما أمرت بكينونته.. ولا يحدث إلا
ما أمرت بإحداثه.
لقد رحت أتأمل في معاني كلماتك، فرأيت أنها
من أعظم نعمك على عبادك.. فلولاها لم يعرفوك، ولولاها لم يهتدوا إليك، ولولاها لم
يتمكنوا من السير إلى حضرتك.. فبكلماتك دللتهم، وببيانك وضحت لهم معالم الطريق حتى
لا يقعوا في الضلالة، أو تأسرهم الأهواء.
لقد كانت كلماتك يا رب أعظم دليل لنا عليك..
فبها عرفنا رحمتك ولطفك وكرمك.. وبها عرفنا حقيقتنا ومصيرنا.. وبها عرفنا ما ترضاه
منا، وما لا ترضاه.. وما يقربنا منك، وما يبعدنا.. وما يزلفنا لديك وما يطردنا.
ولولاها يا رب لعشنا في غياهب الظلمات
والعمى.. نتناول النعمة من غير أن نعرف مصدرها.. ونعيش الحياة من غير أن نعرف
حقيقتها ولا نهايتها.. فكلماتك هي الهدى الذي أنقذنا من كل ضلالة، وهي النور الذي
أطفأ عنا كل الظلمات.
وكلماتك يا رب هي حبلك الممدود إلينا الذي من
تعلق به نجا.. ومن نفر عنه هلك.
وكلماتك يا رب هي سفينة النجاة التي لا ينجو
إلا من ركبها صادقا مخلصا مذعنا لمن جعلته ربانها.
وكلماتك يا رب هي البلسم الذي يداوي الجروح،
ويشفي ما في الصدور، ويرفع كل هم، ويزيل كل ألم.
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 157