responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 152

عنك: {وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ} (الشعراء:81)

ولذلك قال أولئك الصادقون الذين خرجوا من عبودية فرعون إلى عبوديتك: {اقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا } [طه: 72]، لعلمهم أن الموت لن يقضي عليهم.. وكيف يقضي عليهم، وأنت المحيي الذي يحيي الموتى؟

يا رب .. لقد تأملت في مسيرة الخلق وبحثهم عن الحياة الدائمة.. فوجدت أن أكثر بحوثهم فيها، وأكثر اهتمامهم لها.. فبسببها أو بسبب فترة قصيرة من الحياة يضيفونها لأنفسهم بنوا المستشفيات والصيدليات وأسسوا المصانع والمدارس والجامعات.. لكنهم نسوا مع ذلك كله أن يرجعوا إليك، ليعرفوا أنك واهب الحياة.. وأن كل ما وفروه لأنفسهم لن يحول بينهم وبين الموت الذي كتبته عليهم.

أنا لا ألومهم يا رب على ما قدموه من بحوث، أو أسسوه من مدارس ومصانع، فذلك حسنة من حسناتهم، وأنت الذي خلقت الداء، وخلقت معه الدواء، وأمرتنا بالبحث عنه.. لكني أتعجب من الغافلين الذين يتوهمون أن حياتهم مرتبطة بالدواء.. وليست مرتبطة بك.. ومرتبطة بالطبيب.. وليس برب الأطباء وملهمهم ومعلمهم.

والعجب الأكبر منهم يا رب في توهمهم أن الحياة مرتبطة بهذا القالب الطيني الذي رُكب لهم ليركبوه فترة من الزمن، ثم يغادروه إلى غيره من المراكب.. وكأن الذي خلق الحياة، ووفرها في كل الأرجاء يعجز أن يركب قالبا آخر للحياة أكثر قوة وجمالا وصحة.

يا رب .. فاجعلني أستمد من اسمك المحيي لأعيش الحياة الحقيقية بكل معانيها.. لا حياة قالبي الطيني فقط.. بل حياة روحي وعقلي وقلبي وكل اللطائف التي أودعتها في كياني.. فأنت صاحب كل أنواع الحياة، وفي خزائنك أجمل صورها

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست