responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126

فاجعلني أراهم كما أرى الذباب والبعوض في جنب قوتك، واحفظ قلبي من أن يرتجف هيبة لهم، وكيف يرتجف، وهو مستند إلى ركنك الشديد الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

إلهي.. وأنت الأرحم والأكرم والألطف.. أنت الذي لو اجتمع حنان كل الأمهات، ورحمة كل الآباء، ولطف كل اللطفاء لما عدل نقطة من بحر رحمتك وكرمك ولطفك.

إلهي.. وأنت الأقدر الذي لا يعجزه شيء.. ولو أن قدرات كل الخلائق اجتمعت لما عدلت ذرة من قدرتك.. وكيف تعدل ذلك، وقدرتهم من قدرتك، ووجودهم من وجودك.

إلهي.. وأنت الأجمل الذي لو اجتمع كل جمال الكون لما عدل ذرة من بحر جمالك.. وكيف يكون له ذلك، وجماله من جمالك، بل إن كل شيء مرآة لبعض بعض جمالك الذي لا حدود له.

إلهي.. وأنت المبدع.. ولو اجتمع كل فناني الدنيا والآخرة لما بلغوا ذرة من بحر ذوقك الرفيع، وفنك البديع، وتصميمك الرائع.. وكيف يقارنون بك، وإبداعهم من إبداعك، وفنهم ذرة في بحر فنك.. بل فنهم منك وبك.

إلهي.. فهب لي من جميل فضلك ما يرفعني عن السفاسف، حتى ترتفع همتي إليك.. فلا يليق بمن انتسب للأكبر أن يكون أصغر.. ولا يليق لمن حضي بالشرب من كأس جمالك أن يكون صاحب همة دنية، أو نفس غير أبية.

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست