اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112
الطبيب الشافي
إلهي.. أيها الطبيب الشافي.. يا من اسمه
دواء، وذكره شفاء.
يا من إذا ما اعترتنا العلل، وتنزلت
علينا الأدواء، وفتكت بنا الأمراض، لجأنا إليه، فشفى صدورنا من الهم والغم.. وشفى
أبداننا من النصب والوصب.. وشفى حقائقنا من الكروب والعيوب.
نحن نعلم ـ يا رب ـ أنك غني عن أن
تصيبنا الأمراض، فإبداعك العظيم لا يعجز عن أن يخلق جسما لا يمكن لأي شيء أن يؤثر
فيه، لكنك يا رب لم تفعل ذلك، لا لقسوتك على خلقك، وإنما لرحمتك بهم.. فتلك
الأمراض، وإن فتكت بأجسادهم، فقد فتكت قبل ذلك بغرورهم وكبرهم.. وهي بذلك أصابت
جزءا بسيطا منهم، وهو أحقر أجزائهم، لتحفظ الركن الحقيقي الذي تتكون منه ذواتهم.
يا رب.. فأنت الغني عن أن تصيبني
الأدواء، وأنواع البلاء، فعافني منها بكرمك، وارزقني حسناتها من غير أن تذيقني
ويلاتها.
يا رب.. لقد كان من فضلك العظيم على
خلقك أنك ما أنزلت عليهم داء إلا أنزلت معه الدواء الذي يعالجه، ليعرفوا أن كل شيء
منك، وأنه بيدك مقاليد كل شيء.. مقاليد الصحة والمرض.. ومقاليد العافية والبلاء..
وكل ذلك ليعودوا إليك، وليتعرفوا عليك.. فأنت هو الدواء الأكبر، وأنت هو المطلوب
الأعظم.
وأنت يا رب.. بفضلك ومنك وكرمك.. تجازي
المريض الذي تحمل البلاء، وصبر على اللأواء، بما هو أعظم من الدواء، وهو ذلك الفضل
العظيم الذي أتحته له، بتكفير خطاياه، وتطهير نفسه من كل الأدران التي أنزلتها به
جراثيم العافية.
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 112