اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 110
فعلمني كما علمتهم، وفهمني كما فهمتهم، واجعل
تعليمك لي تعليم هداية وترق، لا تعليم ضلال ونزول، حتى لا أكون كذلك الذي علمته،
فراح يستغل ما آتيته من العلم في تضليل خلقه، فنزلت به من قمة الهداية إلى هاوية
الضلال، وقلت فيه: { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا
فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)
وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ
وَاتَّبَعَ هَوَاهُ} [الأعراف: 175، 176]
إلهي أنت حسبي مربيا.. وكيف لا تكون حسبي
وأنت رب العالمين.. فآت يا رب (نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها
ومولاها) [1]
يا رب.. لقد عجزت عن تطهير نفسي الأمارة
بالسوء، فكن أنت المطهر لها.. واملأها بالفضائل التي ارتضيتها، وأبعد عنها الرذائل
التي مقتها.. وكن أنت مربيها ومؤدبها ومهذبها، حتى تصبح صالحة لتجليات جمالك
وكمالك.
يا رب.. وأنت حسبي في رزقي.. وكيف لا تكون
حسبي.. وأنت الرزاق ذو القوة المتين.. وكل مقاليد الرزق بيدك.. وقد قلت في كلماتك
المقدسة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا
أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ
هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 56 - 58]
يا رب.. وأنت حسبي على أعدائي، والمتربصين
بي، والمضمرين لي السوء.. فاكفني بقوتك، وحل بينهم وبيني بقدرتك، حتى لا يصلوا
إلي، كما فعلت ذلك بنبيك، فقلت في كلماتك المقدسة:{وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ
أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا
يُبْصِرُونَ } [يس: 9]