responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102

يا رب.. أعوذ بك من أن تجعل ما وهبتني من مننك السابغة حجابا يحول بيني وبينك، فأفرح بنعمك، وأنساك.. وأنشغل بها عنك.. فيكون في ذلك حجابي.. ويكون ذلك جحيمي..

فما الجنة لولا معرفتك والتواصل معك ومحبتك.. وما النعيم سوى أن تلتذ عين قلبي بمشاهدتك ومشاهدة عظمتك والفناء فيها عن كل شيء.

فاجعل شكرك لي على طاعتي أن تهبني فيها من الخشوع والخضوع والذلة والمحبة ما طلبته مني حتى لا تكون أعمالي أجسادا بلا أرواح، وأشباحا بلا معاني.

يا رب.. واجعل شكرك لي على طاعتك أن أداوم عليها، كما أمرتنا، وكما تحب.. حتى لا تجدني إلا حيث أمرت، ولا تفقدني إلا حيث نهيت.

يا رب.. تعالى شكرك أن تكون له علة مني أو من طاعتي القاصرة.. بل هو جود محض منك.. وما أنا إلا الغارق في بحار فضلك، المستقر في جنان جودك.

يا رب.. فاغفر لي طمعي في فضلك الذي يعقب قيامي بما أوجبت علي من طاعتك، فأنا لم أفعل ذلك لاعتقادي بأن عملي هو الذي أهلني لجودك وشكرك، ولكني فعلت ذلك لاعتقادي في كلماتك المقدسة التي قرنت لنا فيها بين شكرك وطاعتك، وبين عبادتك وفضلك.

يا رب.. وأنا أعلم أن طاعتك لم تكن لتصدر مني لولا إذنك.. وفرحي بإذنك أعظم من فرحي بها.. فإنك ما أذنت لي في طاعتك إلا لأنك تريد أن تقربني منك، وتصلني بك.. ووصلك عندي أعظم من كل طاعة.. وقربك عندي أعظم من كل نعمة.

إلهي.. أنا عبدك الفقير الذي أنعمت عليه بإخراجه من ظلمات العدم إلى نور

اسم الکتاب : رسائل إلى الله المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 102
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست