اسم الکتاب : أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية المؤلف : سليمان الأشقر، محمد الجزء : 1 صفحة : 445
كلها موقف" فدل على اعتبار عرفة في الوقوف، وألغى خصوصية المكان الذي وقف فيه من عرفة. وقال كذلك بمزدلفة "وقفت هنا -يعني عند جبل قُزَح- وجمعٌ كلها موقف" وقال بمنىً: "نحرت هنا ومنى كلها منحر". وفي رواية: "وكل فجاج مكة منحر".
ومثاله في الزمان: ما في حديث عائشة، أنه - صلى الله عليه وسلم - صام عاشوراء وأمر بصيامه.
ومثاله إلغائه أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يصلّي بعد العصر، وينهى عنه [1].
2 - أن يفعله - صلى الله عليه وسلم - بالمكان المعيّن، قاصداً أن يُتّخذ من بعده لمثل ذلك الفعل. ومثاله أن عتبان بن مالك طلب منه - صلى الله عليه وسلم - أن يصلي في بيته في مكان يتخذه مصلى [2]. ففعل.
3 - التكرار: فقد قيل بأنه يجب اعتبارهما في التأسّي إذا كرر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الفعل في ذلك المكان أو الزمان. نقله الباقلاني [3] عن قوم، وضعفه.
وإذا ترك الفعل في الزمان أو المكان فلم يفعله مرة أخرى مع التمكن والسعة فقد يدل ذلك على عدم اعتبارهما. كتركه - صلى الله عليه وسلم - قصد غار حراء وغار ثورٍ أن يأتيهما للتعبّد فيهما، في أيام الفتح وحجة الوداع.
وتركه - صلى الله عليه وسلم - الفعل المعيّن في مكان آخر، ثم عوده إلى الفعل في المكان الأول يدل على اعتباره، كتركه الجمعة في السفر والعودة إليها في الحضر، يدل على أن الحضر معتبر، بخلافه في صلاة الجماعة.
4 - نقل الصحابي للفعل مقروناً بذكر الزمان أو المكان. ولم أجد أحداً ذكر [1] حديث: كان يصلي بعد العصر وينهي عنه: رواه أبو داود من حديث عائشة. [2] رواه البخاري في مواضع ومسلم 1/ 242 ومالك 1/ 173 [3] أبو شامة: المحقق ق 39 أ
اسم الکتاب : أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية المؤلف : سليمان الأشقر، محمد الجزء : 1 صفحة : 445