اسم الکتاب : التخريج عند الفقهاء والأصوليين المؤلف : الباحسين، يعقوب الجزء : 1 صفحة : 329
المعاني الجامعة لتلك العلوم. لقد شرطوا في المجتهد، في الجانب العلمي، إحاطته بما يأتي:
أ- العلم بالمدارك المثمرة للأحكام، أي مصادر التشريع وأدلته، علماً يتحقق به المقصود. وهذه المدارك هي:
1 - الكتاب: وهو أهم ما يجب العلم به، وبما يتصل به من علوم تساعد على فهمه وإدراك مراميه. ولا يشترط أن يعرف جميعه، بل شرطه أن يعرف ما يتعلق بالأحكام [1]. وقد قدرها كثيرون بخمسمائة آية [2]، وقدرها آخرون بما هو أكثر من ذلك، فقيل إنها تسعمائة، وقيل إنها ثلاثمائة وألف، وقيل أكثر [3].
ولا يشترط حفظها، بل يكفي أن يكون عالماً بمواقعها، مستطيعاً الرجوع إليها وقت الحاجة [4]. ولبعض العلماء رأي آخر، وهو أن الأحكام لا يقصر استنباطها على الآيات الخاصة بذلك، بل من الممكن أخذها من الآيات التي فيها القصص والمواعظ [5]. وفي الكوكب المنير أن التنصيص على خمسمائة آية، ربما كان المقصود به ما دل على الأحكام بدلالة المطابقة، (وأما بدلالة الالتزام فغالب القرآن، بل كله، لأنه لا يخلو شيء منه عن حكم يستنبط منه) [6].
وينبغي له أن يعرف تفسيره، وما نقل من مأثور بشأن معانيه، وأن يحيط [1] شرح اللمع 2/ 1033، والتلويح 2/ 117. [2] المستصفى 2/ 350 و 351، والمحصول 2/ 497، والإبهاج 3/ 254، ونهاية السول بحاشية سلم الوصول 4/ 548، وشرح مختصر الروضة 3/ 577، وفواتح الرحموت 2/ 363. [3] الاجتهاد ومدى حاجتنا إليه ص 180 نقلاً عن إيقاظ الوسنان في العمل بالسنة والقرآن. [4] المحصول 2/ 497، والإبهاج 4/ 253، وشرح مختصر الروضة 3/ 577، والمستصفى 2/ 351. [5] شرح مختصر الروضة 3/ 577 و 578. [6] 4/ 460.
اسم الکتاب : التخريج عند الفقهاء والأصوليين المؤلف : الباحسين، يعقوب الجزء : 1 صفحة : 329