اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 96
ومنها: أن يبحث عما يفسد الأعمال، ويشوش القلب، ويهيج الوسواس، ويثير الشر، فإن أصل الدين التوقي من الشر؛ ولذلك قيل: اعرف الشر لا للشر، لكن لتوقيه، ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه[1]، وقيل لحذيفة رضي الله عنه: نراك تتكلم بكلام لا يسمع من غيرك من الصحابة! فمن أين أخذته؟ قال: خصني به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان الناس يسألونه عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن أقع فيه، وعلمت أن الخير لا يسبقني، وقال مرة: فعلمت أن من لا يعرف الشر، لا يعرف الخير، فكان عمر وعثمان وأكابر الصحابة يسألونه عن الفتن العامة والخاصة، وكان يُسأل عن المنافقين فيخبر بأعداد من بقي، ولا يخبر بأسمائهم، وكان عمر يسأله عن نفسه: هل يعلم بها شيئا من النفاق، فبرأه من ذلك، وكان -أعني عمر رضي الله عنه- إذا دُعي إلى جنازة نظر، فإن حضر حذيفة صلى عليها وإلا ترك، وكان حذيفة -رضي الله عنه- يُسمى صاحب السر بالسين المهملة[2].
ومنها: وهو من أعظم الأسباب المعينة على الاشتغال والفهم وعدم الملالة، أكل القدر اليسير من الحلال الذي لا شبهة فيه، قال الشافعي رضي الله عنه: ما شبعت منذ ست عشرة[3] سنة، وسبب ذلك أن كثرة الأكل جالبة لكثرة الشرب، وهي جالبة للنوم والبلادة، وفتور الحواس والكسل، هذا مع ما فيه من الكراهة الشرعية، والتعرض لخطر الأسقام البدنية كما قيل "من الوافر": [1] أبجد العلوم 1/ 143. [2] البخاري 3/ 131 و6/ 2595، ومسلم 3/ 1475، وانظر الاستيعاب 1/ 324، وأسد العابة 1/ 390، والمستدرك 1/ 197، و209، 4/ 472 و478 و479، والسنن الكبرى 8/ 156، والسير 2/ 361، والإصابة ترجمة رقم 1652 "2/ 39". [3] تذكرة السامع والمتكلم 74، والحلية 9/ 127، وجامع العلوم والحكم 1/ 428، وتهذيب الأسماء 1/ 75.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 96