اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 94
سمعته في زمن الصبي فاستعملته نحوا من ثلاثين سنة لحسن ظني بالرواة، فلما علمت أنه موضوع تركته، فقال لي قائل: أليس هو استعمال خير؟ فقلت: استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعا، فإذا علمنا أنه كذب خرج عن المشروعية. انتهى[1].
ومنها: أن تكون عنايتهما بتحصيل العلم النافع في الآخرة، المرغب في الطاعة، متجنبين العلوم التي يقل نفعها، ويكثر فيها الجدال، والقيل والقال، روي أن رجلا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: علمني من غرائب العلم[2]، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما صنعت في رأس العلم؟ " قال: وما رأس العلم؟ قال: "هل عرفت الرب؟ " قال: نعم، قال: "وما صنعت من حقه؟ " قال: ما شاء الله، قال: هل عرفت الموت؟ قال: نعم، قال: "وما أعددت له؟ " قال: ما شاء الله، قال: "اذهب فأحكم ثم تعال نعلمك من غرائب العلم"[3].
وينبغي أن يكون التعليم من جنس ما روي عن حاتم الأصم[4] تلميذ شقيق البلخي[5] أن شقيقا قال له: منذ كم صحبتني؟ قال حاتم: منذ ثلاثة وثلاثين سنة، فقال: ما تعلمت مني في هذه المدة؟ قال: ثمان مسائل، فقال شقيق: إنا لله وإنا إليه [1] لم نجده في كتاب: "الموضوعات" لابن الجوزي، ولا في كتابه: "العلل المتناهية"، ولعله في أحد كتبه الأخرى، وانظر حول هذا الحديث الموضوعات 1/ 245، وتذكرة الموضوعات 79، وكشف الخفاء 2/ 106. [2] مسند الربيع بن حبيب البصري ص311. [3] مسند الربيع بن حبيب البصري ص311. [4] هو أبو عبد الرحمن، حاتم بن عنوان، المعروف بالأصم: زاهد، اشتهر بالورع والتقشف، له كلام مدون في الزهد والحكم، من أهل بلخ، زار بغداد، واجتمع بأحمد بن حنبل، وشهد بعض معارك الفتوح، كان يقال: حاتم الأصم لقمان هذه الأمة، مات في بواشجرد سنة 237هـ. تاريخ بغداد 2/ 152، والأعلام 2/ 152. [5] هو أبو علي، شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي: زاهد صوفي، من مشاهير المشايخ في خراسان، وكان من كبار المجاهدين، استشهد في غزوة كولان "بما وراء النهر" سنة 194هـ. حلية الأولياء 8/ 62، والنجوم الزاهرة 2/ 21 و146.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 94