اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 57
آخرته وهو مقبل على دنياه، وما يضره أحب إليه مما ينفعه؟ كيف يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به، ولا يطلبه ليعمل به؟ 1
وعن علي رضي الله عنه: يا حملة العلم، اعملوا به فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف علمهم عملهم، وتخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله[2].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه العلم، وتواضعوا لمن علمتموه العلم، ولا تكونوا جبابرة العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم[3].
وعن ابن سيرين[4]: سبعة يهلكون بسبعة: أهل البادية بالجفاء، وأهل القرى بالجهل، والعرب بالعصبية، والدهاقين[5] بالكبر، والسلاطين بالظلم، والتجار بالكذب، والعلماء بالحسد.
وعن سفيان الثوري[6] قال: بلغني أن الله تعالى يقول: إن أهون ما أصنع بالعالم إذا آثر الدنيا أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلبه.
1 مسند الدارمي 1/ 375 حديث رقم 380، وشعب الإيمان 2/ 314، وحلية الأولياء 6/ 279-280، وأخرجه أحمد في الزهد ص75. [2] مسند الدارمي 1/ 382-383، واقتضاء العلم العمل رقم9، والجامع لأخلاق الراوي رقم 321، وجامع بيان العلم رقم 1237. [3] شعب الإيمان 2/ 287 رقم 1789، وانظر كنز العمال رقم 29348، وجامع بيان العلم 1/ 135. [4] هو أبو بكر، محمد بن سيرين البصري الأنصاري بالولاء: إمام وقته في علوم الدين بالبصرة، تابعي، من أشراف الكتاب، نشأ بزازا، في أذنه صمم، وتفقه وروى الحديث، واشتهر بالورع وتعبير الرؤيا، واستكتبه أنس بن مالك بفارس، مولده ووفاته بالبصرة سنة 110هـ. تاريخ بغداد 5/ 331، والأعلام 6/ 154. [5] الدهاقين هم رؤساء القرى. [6] هو أبو عبد الله، سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري: أمير المؤمنين في الحديث، كان سيد أهل زمانه في علوم الدين والتقوى، ولد ونشأ في الكوفة، وسكن مكة والمدينة، وكان آية في الحفظ، مات في البصرة سنة 161هـ. ابن خلكان 2/ 386، والأعلام 3/ 104.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 57