اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 255
قال الشيخ، أو قال المصنف، ثم يشرع في كتابة ما صنفه المصنف، وإذا فرغ من كتابة الكتاب أو الجزء فليختم الكتابة بالحمدلة والصلاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وليختم بقوله: آخر الجزء الأول أو الثاني مثلا ويتلوه كذا وكذا[1] إن لم يكن أكمل الكتاب، فإن أكمله فليقل: تم الكتاب الفلاني، ففي ذلك فوائد كثيرة، وكلما كتب اسم الله تعالى أتبعه بالتعظيم مثل: تعالى، أو سبحانه، أو عز وجل، أو تقدس، أو تبارك، ويتلفظ بذلك، وكلما كتب اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- كتب بعده الصلاة عليه والسلام[2]، وجرت عادة السلف والخلف بكتابة صلى الله عليه وسلم[3]، ولعل ذلك لموافقة الأمر في الكتاب العزيز في قوله[4]: {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا} [الأحزاب: 56] ، ولا يختصر الصلاة في الكتابة، ولا يسأم من تكريرها كما يفعله بعض المحرومين من كتابة: صلعم أو صلع أو صلم أو صم أو صلسلم، فإن ذلك مكروه[5] كما قال العراقي ويقال: إن أول من كتب صلعم قطعت يده[6]، واعلم أن أجر كتابة الصلاة بكمالها عظيم، وهو من أكبر الفوائد العاجلة[7]، وإذا مر بذكر أحد من الصحابة كتب رضي الله عنه، أو رضوان الله عليه، أو مر بذكر أحد من الأئمة لا سيما الأعلام وهداة الإسلام[8] كتب رحمه الله، أو [1] تذكرة السامع 174. [2] تذكرة السامع 175. [3] تذكرة السامع 175. [4] تذكرة السامع 176، وانظر أيضا الجامع لأخلاق الراوي 1/ 419. [5] هذا الاختصار فيه إساءة الأدب، وترك الأفضلية؛ لأن الصلاة على الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- منصوص عليه، والسلام عليه مسنون، ولأنه من حقه -صلى الله عليه وسلم- على المؤمنين، ولأن ثواب ذلك عائد إلى المسلمين، فكيف يختصر الصلاة عليه وهو بالمؤمنين رءوف رحيم، وترجى شفاعته يوم الدين، وتملى صلاته في أوان حياته وبعد الممات، وقال ابن منده: سمعت حمزة بن محمد الحافظ يقول: كنت أكتب الحديث ولا أكتب "وسلم"، فرأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام فقالي: أما تختم الصلاة عليَّ في كتابك؟! [6] انظر تدريب الراوي 2/ 77. [7] شرح صحيح مسلم 295-296 مقدمة، وتذكرة السامع والمتكلم 175-176. [8] تذكرة السامع 177.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 255