اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 234
فقال: يا غلام من أين لك هذا؟ [1] فقال: لأنك حدثتني عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن[2] عن أم سلمة[3] أن فاطمة بنت قيس[4] قالت: يا رسول الله، إن أبا جهم[5] ومعاوية[6] خطباني، فقال: "أما معاوية فصعلوك لا مال له، وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه"، وقد علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أبا جهنم كان يأكل وينام ويستريح، وقال: لا يضع عصاه عن عاتقه على المجاز[7]، والعرب تجعل أغلب الفعلين كمداومته، ولما كان صياح قمري هذا أكثر من سكوته جعلته كصياحه دائما، فتعجب مالك من احتجاجه وقال له: أفتِ فقد آن لك أن تفتي، فأفتى في ذلك السن رضي الله عنهما. [1] حياة الحيوان الكبرى 2/ 223. [2] هو أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، من فقهاء المدينة السبعة الذين ذكرهم عبد الله بن المبارك، توفي سنة 104هـ. طبقات الفقهاء 1/ 44. [3] هي أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية الأوسية: من أخطب نساء العرب، ومن ذوات الشجاعة والإقدام، وفدت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في السنة الأولى للهجرة فبايعته وسمعت حديثه، وحضرت وقعة اليرموك، فكانت تسقي الظماء وتضمد جراح الجرحى، توفيت نحو سنة 30هـ. الأعلام 1/ 306. [4] فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية الفهرية، أخت الضحاك بن قيس الأمير: صحابية، من المهاجرات الأول، كانت ذات جمال وعقل، ولها رواية للحديث، وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر، وتوفيت نحو سنة 50هـ. الإصابة 8/ 276، وتهذيب التهذيب 12/ 443. [5] هو أبو الجهم بن حذيفة بن غانم القرشي العدوي، قيل في اسمه عامر، وقيل عبيد: صحابي، من مسلمة الفتح، كان من معمري قريش، ومن مشيختهم، واشترك في بناء الكعبة مرتين: في الجاهلية، وفي الإسلام، وهو أحد الأربعة الذين دفنوا عثمان، وله خبر مع معاوية، وهو أحد الأربعة الذين كانت قريش تأخذ عنهم النسب، وقالوا: إنه كان ضرابا للنساء، توفي نحو سنة 70هـ. وفيات الأعيان 2/ 535، والسير 2/ 556. [6] قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: إن الخاطب هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب، وهو الصواب، وقيل: إنه معاوية آخر، وهو غلط نبهت عليه لئلا يغتر به، وأوضحته في تهذيب الأسماء واللغات في ترجمة معاوية. شرح النووي على صحيح مسلم 10/ 98. [7] الحديث رواه مسلم 1480، وانظر الموطأ 2/ 580 و581 في الطلاق، وأبو داود 2284 في الطلاق، والرسالة للشافعي فقرة 856، والسير 2/ 502 و557، وانظر الإصابة 6/ 239، و 7/ 61، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يضع عصاه عن عاتقه" فيه تاويلان مشهوران؛ أحدهما: أنه كثير الأسفار، والثاني: أنه كثير الضرب للنساء، وهذا أصح، والعاتق هو ما بين العنق إلى المنكب.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 234