اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 231
المناظرة عن التكبر على الأقران والأمثال والترفع فوق المقدار حتى إنهم ليتقاتلون على القرب من الصدور.
ومنها: الحقد، ولا تكاد تنفك المناظرة عنه لا سيما لمن حرك رأسه في كلام خصمه أو رجحه عليه، قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن غير حقود"[1]، وورد في ذم الحقد ما لا يخفى.
ومنها: الغيبة[2]، وقد شبهها الله تعالى بأكل الميتة[3]، ولا يزال المناظر مثابرا عليها، فإنه لا يخلو عن حكاية كلام صاحبه في معرض التهجين[4] والذم والتوهين[5]، وربما يحرف كلامه فيكون كاذبا ملبسا، وقد يصرح باستجهاله واستحماقه، والغيبة أشد من الزنا كما ورد في الخبر.
ومنها: تزكية النفس، قال تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32] ولا يخلو المناظر عن تزكية نفسه تصريحا أو تعريضا بنفي غيره وتهجين كلام غيره.
ومنها: التجسس وتتبع العورات، قال الله تعالى: {وَلا تَجَسَّسُوا} [الحجرات: 12] قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه، لا تتبعوا عورات المسلمين، فمن تتبع عورة مسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" [6]، ولا يخلو المناظر عن طلب عثرات[7] الأقران والخصوم. [1] قال في كشف الخفاء 2/ 293: "ذكره في الإحياء، قال مخرجه العراقي: لم أقف له على أصل".
وانظر أيضا تذكرة الموضوعات 14، والأسرار المرفوعة 985، وقول العراقي في تخريج الإحياء 1/ 46. [2] انظر كتاب: "رفع الريبة عما يجوز ولا يجوز من الغيبة" للإمام الشوكاني "بتحقيقنا"، ضمن رسائل سلفية. [3] طبقات الشافعية 4/ 62، وسبل السلام 4/ 76، وعون المعبود 14/ 16، ومواهب الجليل 1/ 99، وحواشي الشرواني 2/ 432. [4] التهجين: الهجنة من الكلام، وما يعيبك، وتهجين الأمر: تقبيحه. [5] الوهن: الضعف في الأمر، أو العمل، والتوهين: تكلف الضعف في ذاته، أو ادعاؤه في غيره. [6] رواه أبو داود رقم 488، وأبو يعلى رقم 1675، والطبراني في معجمه الكبير 1155، وانظر مجمع الزوائد 8/ 1314. [7] العثرة: الزلة.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 231