اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 226
صدقت، أصابت امرأة وأخطأ رجل[1]. ورد رجل على علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فقال: أصبتَ وأخطأتُ {وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ} [2].
وسئل أبو موسى الأشعري[3] -وكان أمير الكوفة[4]- عن رجل قاتل عن سبيل الله فقتل فقال: هو في الجنة، وكان ابن مسعود -رضي الله عنه- حاضرا فقال: أعد على الأمير فلعله لم يفهمه، فأعاد الجواب فقال ابن مسعود: وأنا أقول: إن أصاب الحق فقتل فهو في الجنة، فقال أبو موسى: لا تسألوني عن شيء وهذا الحبر[5] بين أظهركم[6].
ولو اعتُرض الآن بمثل هذا على أقل فقيه لأنكر واستبعد وقال: هذا لا يحتاج إلى ذكره فإنه معلوم وإن لم يذكر، وما يجري هذا المجرى، والله أعلم.
السابعة: لا يمنع معينه من الانتقال من دليل إلى دليل، ومن سؤال إلى سؤال، بل يورد ما يحضره ويخرج من كلامه جميع دقائق الجدل هكذا كانت مناظرة أهل الدين، فأما قوله: هذا لا يلزمني وقد تركت كلامك الأول وليس لك ذلك، فهذا محض عناد، بل الرجوع إلى الحق أبدا يكون مناقضا للباطل فيجب قبوله، وأنت ترى المناظرات في المحافل تنقضي بمحض المجادلات [1] فاتحة العلوم 112. [2] فاتحة العلوم 113. [3] هو عبد الله بن قيس بن سليم، أبو موسى، من بني الأشعر، من قحطان: صحابي، من الشجعان الولاة الفاتحين، ولد في زبيد باليمن، وقد مكة فأسلم، ثم سكن الكوفة، واستقر بها، حتى وافته المنية بها سنة 44هـ، وهو أحد الحكمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفين، وكان أحسن الصحابة صوتا في قراءة القرآن. الإصابة ترجمة 4889، وغاية النهاية 1/ 442. [4] مدينة مشهورة من مدن العراق، لها تاريخ عريق، وحاضر مشرق، أسسها سعد بن أبي وقاص بعد معركة القادسية قرب الحيرة، أنجبت علماء ومحدثين ونحويين ولغويين، وكانت مع البصرة مركزا للثقافة العربية. [5] الحبر: العالم الكبير، وهو واحد الأحبار، وهو أيضا العالم الصالح، وهو مأخوذ من تحبير العلم وتحسينه. [6] فاتحة العلوم 113.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 226