اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 197
القاضي ونحو ذلك، فإنه ليس بجواب، ومقصود المستفتي بيان ما يعمل به فينبغي أن يجزم بما هو الراجح، فإن لم يظهر له انتظر ظهوره، أو امتنع من الإفتاء في ذلك كما كان جماعات من كبار أصحابنا يمتنعون من الإفتاء في حنث الناسي[1]، وقيل: يأخذ بالأحوط.
الثالثة عشرة: يجوز له أن يفتي وهناك أفضل منه إذا كملت أهليته، فقد كانت جماعة من الصحابة يفتون على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منهم الخلفاء الأربعة -رضي الله عنهم[2]- وجماعة من التابعين يفتون على عهد الصحابة، منهم: سعيد بن المسيب[3].
وقد أخبر شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين بن قاضي عجلون[4] من أخيه شيخ الإسلام نجم الدين[5] أنه جمع أسماء الذين أفتوا في عهد سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله "من الطويل":
لقد كان يفتي في زماننا نبينا ... مع الخلفاء الراشدين أئمة6 [1] آداب الفتوى 1/ 44. [2] شرح الزرقاني 4/ 175، وعون المعبود 1/ 250، وشذرات الذهب 4/ 158. [3] الأحكام لابن حزم 5/ 93، والمستصفى 1/ 146، وروضة الناظر 1/ 140، وقواطع الأدلة في الأصول 2/ 20، وإعلام الموقعين 1/ 25، وإجمال الإصابة 1/ 67. [4] هو أبو الصدق، تقي الدين، ابن قاضي عجلون، أبو بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن الزرعي الدمشقي: فقيه، انتهت إليه رياسة الشافعية في عصره، كان شديد الإنكار على ما يخالف ظاهر الشرع من أعمال الصوفية، وكف بصره في أواخر أيامه، مولده ووفاته في دمشق سنة 928هـ. الكواكب السائرة 1/ 14، والأعلام 2/ 66. [5] هو أبو الفضل، نجم الدين، ابن قاضي عجلون، محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن: فقيه شافعي، دمشقي المولد والمنشأ، سكن القاهرة، وولي بها إفتاء دار العدل، وتدريس الفقه في جامع طولون، وتوفي في بلبيس، عائدا إلى دمشق، ودفن في القاهرة سنة 876هـ. الذيل التام 2/ 255، والأعلام 6/ 238.
6 شذرات الذهب 4/ 158 "10/ 218-219".
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 197