responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 173
الباب الرابع: في أدب المفتي والفتوى والمستفتي
مدخل
...
الباب الرابع: في أدب المفتي، والفتوى، والمستفتي 1:
ولنقدم على المقصود مقدمة فنقول:
اعلم أن الإفتاء عظيم الخطر، كبير الموقع، كثير الفضل؛ لأن المفتي وارث الأنبياء، وقائم بغرض الكفاية، لكنه معرض للخطأ والخطر؛ ولهذا قالوا: المفتي موقِّع عن الله[1]، وقد ورد في آدابه والتوقف فيه والتحذير منه من الآيات والأخبار والآثار أشياء كثيرة نورد هنا جملة من عيونها:
قال الله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} الآية [النساء: 176] وقال تعالى: {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ} الآية [يوسف: 46] وقال في التحذير: {وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ} الآية [النحل: 116] إلى غير ذلك من الآيات.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا فسُئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" [2]، وقال صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بفتيا من غير ثبت -وفي لفظ: بغير علم- فإنما إثمه على من أفتاه" [3]، وقال صلى الله عليه وسلم: "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار"[4]، وقال صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا أو قتله نبي ورجل يضل الناس بغير علم أو مصور يصور التماثيل" [5]، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى[6] قال: أدركت

[1] كتاب العلم للنووي ص114.
[2] رواه البخاري "100"، ومسلم "2673"، والترمذي "2652"، وابن ماجه "52"، وأحمد في المسند "162 و190 و203"، وحلية الأولياء 2/ 181، وجامع بيان العلم وفضله 1/ 586.
[3] المستدرك على الصحيحين 1/ 183 و184، وسنن الدارمي 1/ 69، وسنن البيهقي الكبرى 10/ 112 و116، وسنن أبي داود 3/ 321، وفيض القدير 6/ 77، والمدخل إلى السنن الكبرى 1/ 176 و429، ومسند أحمد 2/ 321.
[4] فيض القدير 6/ 77، وكشف الخفاء 1/ 51.
[5] مجمع الزوائد 1/ 181، والمعجم الكبير 10/ 211.
[6] هو أبو عيسى الكوفي، عبد الرحمن بن أبي ليلى يسار الأنصاري الأوسي: محدث ثقة، ولد لست بقين من خلافة عمر، وهو من أهل المدينة، اختلف في سماعه من عمر، مات بوقعة الجماجم سنة 83هـ، وقيل: إنه غرق. وفيات الأعيان 3/ 126، والسير 4/ 262.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست