اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 168
الوفاء بن عقيل[1] لا يخرج إلى فقير إلا إذا أحضر النية، ولا يتكلم في مسألة إلا إذا قدم الاستعانة بالله تعالى، ولا صنف مسالة إلا بعد أن صلى ركعات، وما روي عن الشيخ أبي إسحاق أيضا أنه قال لبعض من يخدمه: جعلت على نفسي أنني كلما صنفت مسألة في المذهب أو المهذب قرأت مائة مرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ثم سألت الله أن يعيد بركتها على تلك المسألة ورغبت إليه في الانتفاع بها، وكان الشيخ أبو إسحاق يصلي ركعتين عند فراغ كل فصل من المهذب[2]، وكان ابن الأرغياني[3] من كبار أئمتنا ما يعلق شيئا من المذهب إلا على طهارة[4]، وكان الإمام محمد بن إسماعيل البخاري لا يضع حديثا في كتاب الصحيح إلا اغتسل وصلى ركعتين[5].
وقد جرت عادة أئمتنا بعقد مجلس أو عمل وليمة عند ختم كتاب معتبر يؤلفونه أو يحفظونه، وأصل ذلك أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تعلم البقرة في بضع عشرة سنة[6]، وفي رواية: اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزورا شكرا [1] هو أبو الوفاء البغدادي، علي بن عقيل بن محمد الطفوي: عالم العراق وشيخ الحنابلة ببغداد في وقته، كان قوي الحجة، اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته، توفي في سنة 513هـ. الأعلام 4/ 313. [2] انظر أقوال الشيرازي في طبقات الشافعية الكبرى 4/ 217. [3] هو سهل بن أحمد بن علي، الحاكم أبو الفتح الأرغياني: فقيه شافعي، كان إماما فاضلا، حسن السيرة، تولى القضاء فترة، ثم ترك القضاء وانزوى بعدما حج، واشتغل بالعبادة، وتوفي في قريته "بان" سنة 499، وأرغيان: اسم لناحية من نواحي نيسابور، بها عدة من القرى، منها قرية "بان" ولذلك يقال له: الباني، والأرغياني. وفيات الأعيان 2/ 433، وطبقات الشافعية 4/ 391. [4] طبقات الشافعية الكبرى 4/ 391، وانظر أيضا مثل هذا الخبر في تعليم المتعلم 51. [5] فتح الباري "المقدمة" 513، وسير أعلام النبلاء 12/ 404. [6] القرطبي 1/ 40.
اسم الکتاب : العقد التليد في اختصار الدر النضيد = المعيد في أدب المفيد والمستفيد المؤلف : العَلْمَوي الجزء : 1 صفحة : 168