اسم الکتاب : سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية المؤلف : الجيزاني، محمد حسين الجزء : 1 صفحة : 93
الفرع الرابع
أثر سُنَّة التَّرك في المسائل المعاصرة
وتحت هذا الفرع أمثلة ثلاثة:
المثال الأول: وضْع أعلام لحدود حرم المدينة النبوية:
المتأمل لما دونه المؤرخون للمدينة رُبَّمَا يتوقف حيرة في أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم الخلفاء من بعده تركوا نصب أعلام لحدود حرم المدينة؛ إذ لم يُنْقَل شيء من ذلك عنهم، اللهم إلا ما رواه الطبراني وغيره - وهو خاص بالحِمَى دون الحرم - عن كعب بن مالك - رضي الله عنه: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم على حدود الحِمَى" [1].
وهذا بخلاف الحرم المكي؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء من بعده قد تتابعوا على تجديد أعلامه، ولا تزال أعلامه شامخة شاخصة إلى يومنا هذا [2].
فهل يسوغ اعتبار تركه - صلى الله عليه وسلم - نصب أعلام لحدود الحرم المدني سُنَّة نبوية يقتدي بالرسول - صلى الله عليه وسلم - فيه؛ فيجب أن نترك ما تركه؟ [1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 98) برقم (194). [2] انظر أخبار مكة للفاكهي (2/ 273 - 276) وأخبار مكة للأزرقي (2/ 128 - 130) وللاستزادة راجع كتاب: الحرم المكي والأعلام المحيطة به للدكتور عبد الملك بن دهيش.
اسم الکتاب : سنة الترك ودلالتها على الأحكام الشرعية المؤلف : الجيزاني، محمد حسين الجزء : 1 صفحة : 93