اسم الکتاب : قواعد معرفة البدع المؤلف : الجيزاني، محمد حسين الجزء : 1 صفحة : 71
وعرصة الوحي، ودار النبوة، ومعدن العلم، فكيف بالقيروان؟ [1].
بيان الوجه الذي يدخل منه الفساد على عامة المسلمين:
عقد الطرطوشي في كتابه الحوادث والبدع فصلاً بهذا العنوان، وصدَّره بالحديث الصحيح، وهو أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبضه بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا» [2]. ثم قال رحمه الله تعالى:
(فتدبَّر هذا الحديث، فإنه يدل على أنه لا يُؤتى الناس قط من قِبَل علماؤهم، وإنما يُؤتون من قِبَل أنه إذا مات علماؤهم أفتى مَنْ ليس بعالم، فيُؤتى الناس من قِبَله.
وقد صَرَّف عمر هذا المعنى تصريفًا، فقال: (ما خان أمين قط، ولكنه اُؤتمن غير أمين فخان).
ونحن نقول: ما ابتدع عالم قط، ولكنه استفتي من ليس بعالم فضلَّ وأضلَّ [3]. [1] الحوادث والبدع (73 - 74)، وانظر اقتضاء الصراط المستقيم (1/ 584، 585) والتمسك ... بالسنن: 109. [2] أخرجه البخاري (1/ 194) برقم 100، ومسلم (16/ 223 - 225). [3] الحوادث والبدع (77)، وانظر الباعث (66)، والاعتصام (2/ 173).
اسم الکتاب : قواعد معرفة البدع المؤلف : الجيزاني، محمد حسين الجزء : 1 صفحة : 71