اسم الکتاب : مقاصد الشريعة الإسلامية المؤلف : ابن عاشور الجزء : 1 صفحة : 689
السماحة:
أما السماحة فهي سهولة المعاملة فيما اعتاد الناس فيه المشادّة [1]. ويصور الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى في قوله: "رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى" [2]. وقد اعتبروا السماحة أكمل وصف لاطمئنان النفس، وأعونَ على قبول الهدي والإرشاد [3]. وجعلوها من أكبر صفات الإسلام لوقوعها طرفاً بين الإفراط والتفريط. ونَعَتوها بالتيسير المعتدل الذي شهد له قوله سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [4]. وهو ما يلفت الرسولُ - صلى الله عليه وسلم - النظرَ إليه بقوله: "أحبّ الدين إلى الله الحنيفية السمحة" [5]. ويؤكّد هذا المعنى ما ترجم به البخاري لأحد أبوابه في الصحيح من قوله: "باب الدين يسر" [6]، وما ذكره غير مرّة الإمام مالك في موطئه عند تنويهه بهذا الوصف الكريم: "ودين الله يسر" وذلك بعد استخلاصه لهذه الحقيقة من استقراء الشريعة [7].
وعقب الإمام الأكبر على هذه النصوص ببيان المزية الكبرى [1] أصول النظام الاجتماعي في الإسلام: 25. [2] حديث جابر: 34 كتاب البيوع، 16 باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع. خَ: 3/ 9. [3] أصول النظام الاجتماعي في الإسلام: 27. [4] البقرة: 185. [5] خَ: إيمان 29؛ تَ: المناقب: 32، 64؛ حَم: 1/ 236. [6] رواه ابن أبي شيبة والبخاري في الأب المفرد، وأخرجه في الصحيح تعليقاً في كتاب الإيمان، 29 باب الدين يسر. خَ: 1/ 15. [7] من ذلك ما أخرجه من حديث عائشة في 47 كتاب حُسن الخُلق، 1 باب ما جاء في حُسن الخلق. طَ: 2/ 902 - 903.
اسم الکتاب : مقاصد الشريعة الإسلامية المؤلف : ابن عاشور الجزء : 1 صفحة : 689