اسم الکتاب : مقاصد الشريعة الإسلامية المؤلف : ابن عاشور الجزء : 1 صفحة : 550
يُخف تشيّعه إليهم. وقد ظهر هذا واضحاً في قصيدته البائية:
جفا وِدُّه فازورّ أو ملّ صاحبُه ... وأزرى به أن لا يزالَ يعاتبه (1)
وفي قصيدته التي طالعها:
أأحزنك الألى ظعنوا فساروا ... أجلْ فالنوم بعدهمُ غِرارُ (2)
وتشيع أيضاً لرأس العلويين إبراهيم بن الحسن بن علي ومدحه. ثم قلب بعد ذلك ظهر المجن فصانع العباسيين. وكانت له مكانة عالية ومنزلة رفيعة لدى أبي جعفر المنصور وولده المهدي. واعتداداً بأدبه وتقديراً لموهبته جعل له هذا الخليفة وفادة عليه كل سنة. ذكر ابن رشيق في العمدة أن المهدي ضمَّه إلى ديوان الأَزِمّة، مع كونه بصيراً، إشادة به وتقريباً له.
ومن شعره في المهدي قصيدته التي أولها:
تجاللتُ عن فهر وعن جارتَيْ فهر ... وودّعت نُعمى بالسلام وبالهجر (3)
ويقول فيها:
عُرفتَ أمير المؤمنين برقّة ... علينا، ولم تُعرف بفخر ولا كبر
بَنَى لك عبد الله بيتَ خلافة ... نزلت بها بين الفراقد والنسر
وعندك عهدٌ من وُصاة محمد ... فرعت بها الأملاك من ولد النضر (4)
وربما زاد في علو منزلة بشار عند رجال السلطة والحكم علمُه الواسع. قال الشيخ الإمام: وحسبك عدّ بشار مع مثل عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء من العلماء إلا أنهما عظَّمتهما التقوى، واستهتر
(1) مهدي محمد ناصر الدين. الديوان: 14.
(2) المرجع السابق: 493.
(3) المرجع السابق: 507.
(4) مهدي محمد ناصر الدين. ديوان بشار: 510.
اسم الکتاب : مقاصد الشريعة الإسلامية المؤلف : ابن عاشور الجزء : 1 صفحة : 550