responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 6
وأيضًا القاعدة في اللغة الأساس حِسًّا كان أو معنًى، ومنه قواعد البيت أُسُسُهُ التي يقوم عليها قواعد البيت، إذًا قواعد البيت جمع قاعدة بمعنى ماذا؟ بمعنى الأَسَاس، ومنه قوله تعالى: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ} [البقرة: 127]. وإن كان فيها معنى الاستقرار والثبات إلا أن الأساس أظهر، يعني: إذا فسرنا القواعد بمعنى الأساس، قواعد البيت بمعنى أُسُسِهِ كذلك فيها معنى الاستقرار والثبات، لأن القاعدة الذي يبنى عليه البيت هو مستقر وثابت، إذًا ما خرج عن المعنى الأول، إلا أنه يعبر بالمعنى السابق الاستقرار والثبات فيما هو أظهر فيه، وإن كان فيه معنى الأساس، ويُعَبّر عن قواعد البيت بالأساس وإن كان فيه معنى الاستقرار والثبات إلا أن الأساس أظهر من معنى الاستقرار والثبات. إذًا هما بمعنى واحد، إلا أنه متى ما ظهر الأول أطلق اللفظ فيه، ومتى ما ظهر الثاني الذي هو الأساس أطلق فيه. ومنه {فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ} [النحل: 26] قال الزجاج: القواعد أساطين البناء التي تعمده. يعني: التي يتكأ عليها ويقوم عليها، ثم استُعمل مجازًا في القاعدة المعنوية، ولذلك قلنا: الأساس حسًا كان أو معنًى، حسًا كقواعد البيت المحسوسة المدركة بالحواس البصر مثلاً، وكذلك معنًى كقواعد الفقه هي أساس الفقه، لكنه ليس مدركًا بالحواس أليس كذلك؟ وإنما هو معنى من المعاني، فقواعد البيت أُسُسُهُ التي يقوم عليها، وقواعد الفقه أُسُسُهُ التي تُبْنَى الأحكام عليها، ترابط واضح، قواعد البيت أُسُسُهُ التي يقوم البيت عليها، وقواعد الفقه أُسُسُهُ التي يبنى عليها أو تُبْنَى عليها الأحكام، لأن الفقه ليس هكذا مجرد حلال حرام، لا، وإنما هو مبني على قواعد، فإذا أخذ الفقه دون قواعده حينئذٍ ضل وزل، وسيأتي كلام القرافي رحمه الله تعالى وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أن من لم يكن معه أصل مطرد فلا بد من الكذب والجهل والظلم .. ونحو ذلك. قال هنا الزجاج: ثم استعمل مجازًا في القاعدة المعنوية، هذا هو الأصل فيها، وهذا المعنى الثاني وهو الأساس أقرب هنا في باب القواعد قواعد الفقه من معنى الاستقرار والثبات، يعني نقول: القاعدة هنا بمعنى الأساس، وهو كذلك لا يخلو عن معنى الاستقرار والثبات، لأن القواعد العامة التي يذكرها الفقهاء هي كلية مطردة، بمعنى أنه لا يتخلف عنها جزئي وُجِدَ فيه شرط القاعدة وانتفى منه المانع، فكل جزئي لا بد أن يدخل تحت هذه القاعدة، حينئذٍ نقول: هذه القاعدة ثابتة ومستقرة لاطرادها وهي كذلك أساس لابتناء الأحكام الشرعية عليها.

اسم الکتاب : شرح القواعد والأصول الجامعة المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 6
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست