وفي آخرها:
لا زِلْتَ تَعْلو في البَرِيّةِ ما عَلا ... قَدْرُ المَقامِ بِفَضْلِ إِبْراهِيمِهِ (1)
وبالإضافة إلى سعة علم التاج الذي قد أثنى عليه وأشاد به علماء عصره ومن بعدهم، كان التاج ـ رحمه الله تعالى ـ متصفاً بالأخلاق الحميدة، فقد كان حسن السّمت، جواداً كريما مهيبا تخضع له رقاب القضاة ومن غيرهم ويخشون جانبه [2].
المناصب التي تولاها:
لقد تولى التاج السبكي مناصب عديدة قلّما جمعت مثل هذه المناصب لأحد سواه، قال ابن كثير في ذلك: ((حصل له من المناصب والرياسة ما لم يحصل لأحد قبله، وانتهت إليه الرياسة بالشام)) [3].
ومن هذه المناصب التي تولاها:
أولاً المناصب التعليمية:
تولى التاج السبكي مشيخة العديد من المدارس الكبار، التي كانت مشهورة ويؤمها كبار العلماء والطلبة في عصره، فمن هذه المدارس التي تولاها ([4]):
(1) ابن حبيب، تذكرة النبيه (3/ 219) [2] ابن شهبة، تاريخ ابن شهبة (3/ 375)، ابن حجر، الدرر الكامنة (2/ 426) [3] أورد هذا القول عن ابن كثير غير واحد من العلماء كابن حجر في الدرر الكامنة (2/ 428)، وابن شهبة في طبقاته (3/ 142) وابن العراقي في ذيله (2/ 305) وأكثر المترجمين له، غير أني لم أجد هذا القول في أي من نسخ البداية المطبوعة، ولعل ابن كثير ذكره في طبقات الشافعية أو في غيره من كتبه المخطوطة [4] انظر هذه المدارس في النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (1/ 38، 200، 223، 240، 285، 367، 394، 424، 458، 463)
اسم الکتاب : منهج الإمام تاج الدين السبكي في أصول الفقه المؤلف : أحمد إبراهيم حسن الحسنات الجزء : 1 صفحة : 39