في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وإن الكرسي بما فيه بالنسبة إلى العرش كتلك الحلقة في تلك الفلاة" [1].
فالحديث كما أسلفنا دليل واضح على سعة العرش وعظم خلقه.
وأما مقدار ذلك وتلك السعة لا يعلمها إلا الله- تعالى-.
قال عبد الله بن عباس- رضي، الله عنهما-: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدره إلا الله- تعالى- "[2].
والعرش يمتاز مع كبر حجمه وسعته، بكونه أثقل المخلوقات، وزنته أثقل الأوزان،. جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لجويرية: "لقد قلت بعدك أربع كلمات مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه ومداد كلماته "[3].
قال ابن تيمية: "فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان"[4].
رابعا: العرش داخلا فيما يقبض ويطوى:
لقد خص الله- سبحانه وتعالى - العرش بخصائص منها ما انفرد بها العرش عن غيره من المخلوقات، ومنها ما اشترك بها العرش مع بعض المخلوقات الأخرى، ولقد سبق الحديث عن بعض الخصائص التي [1] سيأتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 58. [2] سيأتي تخريجه في التحقيق رقم 61. [3] تقدم تخريجه ص 61.
4 "الرسالة العرشية": ص 61.