السنة": "ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش، واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق، ثم استوى عليه كيف شاء"[1]. وكون العرش أعلى المخلوقات يدل على أنه أقربها إلى الله- تعالى- وهذه ميزة أخرى تضاف إلى الخصائص التي انفرد بها العرش، ويدل على هذا الأمر ما جاء في حديث الأوعال: "ثم فوق ظهورهم العرش، بين أعلاه وأسفله مثل ما بين السماء إلى سماء، والله- تعالى- فوق ذلك "[2].
وكذلك ما جاء. ابن مسعود: "بين السماء السابعة والكرسي خمسمائة عام، وبين الكرسي إلى الماء خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه "[3].
ثالثا: العرش أكبر المخلوقات، وأعظمها، وأثقلها:
إن عرش الرحمن- تبارك وتعالى- يعتبر أكبر مخلوقات الله، وأوسعها، وأعظمها على الإطلاق، فقد خص الله عز وجل العرش بهذه الميزة العظيمة، وشرفه بها مع غيرها من الميزات، لكي يتناسب مع ذلك الشرف العظيم ألا وهو استواء البارئ- عز وجل- عليه.
1 "أصول السنة": ص 282. [2] سيأتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 11. [3] أثر صحيح وافر الطرق: أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد": ص 105، والدارمي في "الرد على الجهمية": ص 26، 27، وأبو الشيخ في "العظمة": (ت 34/أ) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة": (3/396) ، وأورده ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية: ص 100، وقال: رواه سنيد بن داود بإسناد صحيح.