ومن ذلك قوله في"الدر المنثور":"وأخرج ابن أبي شيبة في"كتاب العرش": ... عن علي- رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يقول الله وعزتي وجلالي ... " [1].
خامسا: أهمية الكتاب:
على الرغم من صغر حجم الكتاب، واقتصاره على موضوع معين، ومع ما عليه من الملاحظات والمآخذ التي سنبينها، إلا أن الكتاب يتصف بأهمية لا يمكن التغافل عنها أو تجاهلها.
وهذه الأهمية تنجلي في الموضوع الذي حواه الكتاب، حيث إنه يبحث في مسألة عظيمة وخطيرة من مسائل الصفات التي دار حولها جدل كبير وعميق، واختلفت حولها الآراء والمذاهب وتشعبت، حتى أنه قد زلت فيها أقدام كثير من العلماء قديما وحديثا، واستمر الخلاف فيها من بداية القرن الثاني الهجري حتى زماننا الحاضر، وقد نتج عن هذا الخلاف نشوء فرق مستقلة بذاتها من جراء ما ذهب إليه البعض من أقوال في هذه المسألة، ومن تلك الفرق الحلولية، والاتحادية، كما نتج من تلك الأقوال الحكم بكفرها وخروجها عن ملة الإسلام، بسبب ما ذهبت إليه من إنكار ذات الله، أو القول بحلوله في الأجسام أو اتحاده بها.
ولأهمية هذه المسألة في عقيدة المسلم، ومدى ما لها من تأثير كبير في مسألة الإيمان بوجود الله - تعالى-، كان لزاما أن يقوم علماء السلف، والأئمة بالكتابة والتأليف في هذا الموضوع الهام، وبينوا
1"الدر المنثور": (4/ 48) .