كأبي طالب المكي[1] وأتباعه كأبي الحكم بن برجان[2] وأمثاله، ما يشير إلى نحو من هذا، كما يوجد في كلامهم ما يناقض هذا[3]، فهم يقولون بأن الله في كل مكان، وأنه مع ذلك مستو على عرشه، وأنه يرى بالأبصار بلا كيف، وأنه موجود الذات بكل مكان، وأنه ليس بجسم، ولا محدود، ولا يجوز عليه الحلول، ولا المماسة، ويزعمون أنه يجيء يوم القيامة كما قال تعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ} [4]، وقولهم هذا يشبه قول بعض مثبتة الجسم، الذين يقولون بأنه لا نهاية له[5].
والفرق بين هذا القول وقول الجهمية: بأن الله في كل مكان هو أن هؤلاء يثبتون العلو، ونوعا من الحلول، أما الجهمية فلا يثبتون العلو على مقصود هؤلاء من الاستواء على العرش والمباينة. [1] هو أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي المكي، صوفي، نشأ واشتهر بمكة، وهو صاحب كتاب: "قوت القلوب" في التصوف وهو من كبر رجال السالمية، قال عنه الخطيب البغدادي: "ذكر فيه أشياء مستشنعة في الصفات"، توفي سنة 386 هـ.
انظر ترجمته في: "تاريخ بغداد": (3/ 89) ، "ميزان الاعتدال": (3/ 655) ، "لسان الميزان": (5/ 300) . [2] هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، متصوف، توفي سنة 536 هـ بمراكش، انظر ترجمته: "لسان الميزان": (4/ 13- 14) ، "فوات الوفيات": (1/ 569) ، "الأعلام": (4/ 129) .
3 "مجموع الفتاوى": (2/ 299) . [4] سورة الفجر، الآية: 22.
5 "نقض تأسيس الجهمية": (2/ 6) .