هذا هُو المندوبُ إليه فيما إذا أَمَّ الرَّجلُ القومَ، وقَد ورَدت به الأَخبارُ يُؤكدُ بعضُها بعضاً، فأمَّا مَن يُصلِّي وحدَه فإنَّه يُطيلُ القيامَ والرُّكوعَ والسُّجودَ إِن أحبَّ ذلكَ [1].
308 - أخبرتنا كلنارُ بنتُ عبدِ اللهِ فتاةُ محمدِ بنِ عبدِ الواحدِ الخبازِ بأصبهانَ قالتْ: أخبرنا أبو حفصٍ عمرُ بنُ أحمدَ السِّمسارُ: حدثنا أبو بكرٍ عبدُ الواحدِ بنُ أحمدَ بنِ محمدٍ الباطرقانيُّ: حدثنا أبو القاسمِ / الطبرانيُّ: حدثنا حفصُ بنُ عمرَ بنِ الصَّبَّاحِ: حدثنا صَباحٌ الرَّقيُّ: حدثنا سفيانُ، عن أبي الزِّنادِ، عن الأَعرجِ، عن أبي هريرةَ،
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه كانَ يَدعو في القُنوتِ: «اللهمَّ أَنجِ الوليدَ بنَ الوليدِ، اللهمَّ أَنجِ عيَّاشَ بنَ أبي ربيعةَ، اللهمَّ أَنجِ المُستضعَفينَ مِن المؤمنينَ، اللهمَّ اشدُدْ وَطأتَكَ على مضرَ، اللهمَّ اجعَلْها عَليهم سِنينَ كسِنيِّ يوسفَ» [2].
مَعنى قولِهِ: «اشدُدْ وَطأتَكَ على مُضرَ» أَي: اشدُدْ عذابَكَ عَليهم، وهَذا مِن بابِ الاستِعارةِ، وهو أحدُ طرقِ استعمالِ المَجازِ، وأَرادَ بمُضرَ مَن ينتسبُ إليه مِن قريشٍ وغيرِ قريشٍ مِن القبائلِ. [1] وفي «سنن البيهقي» (2/ 62) بإسناد صحيح إلى أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا كنت إماماً فخفف، فإن في الناس الكبير والضعيف وذا الحاجة، وإذا صليت وحدك فطول ما بدا لك. [2] أخرجه البخاري (1006) (2932) (3386) من طريق أبي الزناد به
وللحديث طرق وروايات عن أبي هريرة في «الصحيحين» وغيرهما يطول المقام بتتبعها.