أنَّ أبا بكرٍ رحمةُ اللهِ عليه قالَ له: إنَّكَ رَجلٌ شابٌّ عاقلٌ ولا نَتهمُكَ، قَد كُنتَ تَكتبُ الوحيَ لنبيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فتَتبَّع القرآنَ فاجمعْهُ [1].
هذا كانَ تَحريضاً لزيدِ بنِ ثابتٍ على تَتبعِ جميعِ ما ثَبتَ نَقلُه بالتَّواترِ، وقالَ له ذلكَ بعدَ ما قُتلَ سَبعونَ مِن القُراءِ بعدَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُتلوا يومَ اليَمامةِ، وكانَ زيدٌ له عنايةٌ بجَمعِ القرآنِ، فلِهذا خَصَّه أبو بكرٍ بهذا القولِ.
291 - أخبرني غنيمةُ بنُ أبي الفضلِ الضريرُ المعروفُ بابنِ هَرْفَةَ ببغدادَ: أخبرنا أبو سعدِ بنُ خُشَيشٍ: أخبرنا أبو عليِّ بنُ شاذانَ: أخبرنا أبو عَمرو بنُ السَّمَّاكِ: حدثنا حنبلُ بنُ إسحاقَ: حدثنا قَبيصةُ: حدثنا سفيانُ، عن سلمةَ، عن خَيثمةَ قالَ:
تَذاكَروا الدَّجالَ عندَ عبدِ اللهِ، فَقالوا: لو خَرجَ لَرجَمناهُ، فقالَ: لو أَصبحَ ببابِكَ لأَوشكَ بعضُكم أَن يَشْكوا إليه الحَفَاءَ، مِن السُّرعةِ إليه [2].
مَعنى «لأَوشَكَ» أي: لتَوقَّع.
وشَكوى الحفاءِ / بالسرعةِ إليه، يُريدُ: تَسارُعَهم إلى الفتنةِ.
وعبدُ اللهِ إذا أُطلِقَ انصَرفَ إلى ابنِ مسعودٍ. [1] هو في «مسند أبي يعلى» (65).
وهو طرف من حديث طويل في جمع القرآن أخرجه البخاري (4679) (4986) (7197) من طريق الزهري. [2] هو في «الفتن» لحنبل بن إسحاق (46).
ومن طريقه أخرجه عبد الغني المقدسي في «أخبار الدجال» (59).