القاسمِ: أخبرنا ابنُ الرَّوَّاسِ القرشيُّ: حدثنا أبو مسهرٍ عبدُ الأعلى بنُ مسهرٍ الغسَّانيُّ: حدثنا سعيدُ بنُ عبدِ العزيزِ، عن ربيعةَ بنِ يزيدَ، عن أبي إدريسَ الخولانيِّ، عن أبي ذرٍّ الغِفاريِّ،
عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عن جبريلَ، عن اللهِ تَباركَ وتَعالى أنَّه قالَ: «يا عِبادي، إنِّي حَرَّمتُ الظلمَ وجعلتُه مُحرماً بينَكم فلا تَظالموا، يا عِبادي، إنَّكم الذينَ تُخطِؤونَ بالليلِ والنهارِ وأَنا الذي أَغفرُ الذُّنوبَ ولا أُبالي، فاستَغفِروني أَغفرْ لكم، يا عِبادي، كُلُّكم جائعٌ إلا مَن أَطعمتُ، فاستَطعِموني أُطعِمْكم، يا عِبادي، كُلُّكم عارٍ إلا مَن كَسوتُ، فاستَكسُوني أَكسُكم، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وجِنَّكم وإِنسَكم كانوا على أَفجرِ قلبِ رَجلٍ مِنكم لم يَنقصْ ذلكَ مِن مُلكي شيئاً، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا على أَتقى قلبِ رَجلٍ مِنكم لم يَزدْ ذلكَ في مُلكي شيئاً، يا عِبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخِرَكم وإنسَكم وجِنَّكم كانوا في صَعيدٍ واحدٍ فسأَلوني فأَعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مِنهم ما سأَلَ، لم يُنقصْ ذلكَ مِن مُلكي شيئاً، إلا كما يُنقِصُ البحرَ أَن يُغمَسَ فيه مِخيطٌ غَمسةً واحدةً، يا عِبادي، إنَّما هي أَعمالُكم أَحفَظُها عَليكم، فمَن وجدَ خيراً فليَحمد اللهَ، / ومَن وجدَ غيرَ ذلكَ فلا يَلومنَّ إلا نفسَهُ» [1].
مَعنى قولِهِ: «حرَّمتُ الظلمُ على نَفسي» أي تَعاليتُ عنه وتقدَّستُ، فإنَّ الظلمَ مِنه مستحيلٌ. [1] هو في «نسخة أبي مسهر» (1).
وأخرجه مسلم (2577) من طريق سعيد بن عبد العزيز به.