اسم الکتاب : موجبات الجنة المؤلف : ابن الفاخر الجزء : 1 صفحة : 238
بابٌ في ذكر الأسود الذي يدخل الجنة أول الناس
353 - ثنا محمود بن الحسن بقراءاتي عليه وأبو نصر الحافظ وأبو عبد الله الأديب ومحمد بن أحمد الصوفي ودلف بن أحمد وغيرهم إجازة قال، ثنا عم أبي القاسم العبدي قال، ثنا محمد بن محمد بن الحسن قال، حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال، وفيما أجاز لي جعفر، ثنا ابن حميد، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمد بن إسحاق عن أبيه عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((أول الناس يدخلون الجنة يوم القيامة العبد الأسود وذلك أن الله -عز وجل- بعث نبياً إلى أهل قريةٍ، فلم يؤمن به من أهلها أحدٌ إلا ذلك الأسود، ثم إن أهل قريته عدوا على النبي صلى الله عليه وسلم فحفروا له بئراً فألقوه فيها، ثم أطبقوا عليه بحجرٍ ضخمٍ، فكان العبد الأسود يذهب فيحتطب على ظهره، ثم يأتي بحطبه فيبيعه فيشتري به طعاماً وشراباً، ثم يأتي ذلك البئر فيرفع الصخرة فيعينه الله عليها فيدلي إليه طعامه وشرابه، ثم يردها كما كانت، قال: فكان كذلك ما شاء الله أن يكون، ثم إنه ذهب يوماً يحتطب كما كان يصنع فجمع خطبه وحزم حزمته، وفرغ منها، فلما أراد -[239]- أن يحملها وجد سنةً فاضطجع، فنام فضرب الله على أذنه سبع سنين نائماً، ثم إنه هب فتمطى، ثم تحول لشقه الآخر فاضطجع فضرب الله على أذنه سبع سنين أخرى، ثم هب فاحتمل حزمته، ولا يحتسب إلا أنه نام ساعة من نهارٍ فجاء إلى القرية فباع حزمته، ثم اشترى طعاماً وشراباً كما كان يصنع، ثم ذهب إلى الحفرة في موضعها التي كانت فيه فالتمسه فلم يجده، وقد كان بدا لقومه فيه فاستخرجوه، فآمنوا به، وصدقوه، فكان بعد ذلك يسألهم ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك الأسود ما فعل فيقولون له: ما ندري حتى قبض الله ذلك النبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن ذلك الأسود أول من يدخل الجنة)).
اسم الکتاب : موجبات الجنة المؤلف : ابن الفاخر الجزء : 1 صفحة : 238