اسم الکتاب : موجبات الجنة المؤلف : ابن الفاخر الجزء : 1 صفحة : 217
بابٌ في ذكر المتقين والشاكرين والخائفين وغيرهم
318 - ثنا محمد الكرماني قال، ثنا محمد بن محمد المقري المديني، ثنا أبو بكر الذكواني قال، ثنا عبد الله بن جعفر قال، ثنا إسحاق بن إسماعيل قال، ثنا إسحاق بن سليمان عن مغيرة بن مسلم عن ميمون أبي حمزة، قال: كنت جالساً عند أبي وائل شقيق بن سلمة فدخل علينا رجل يقال له أبو عفيف، فقال له شقيق يا أبا عفيف ألا تحدثنا عن معاذٍ رضي الله عنه قال: بلى سمعته يقول:
((يحشر الناس يوم القيامة على أربعة أصنافٍ في صعيدٍ واحدٍ ينفذهم البصر ويسمعهم المنادي، فينادي أين المتقون؟ فيقومون في كنفٍ من الرحمن لا يحتجب الله ولا يستتر، فقلت له: ومن المتقون؟ قال: قومٌ اتقوا الشرك وعبادة الأوثان، وأخلصوا لله بالعبادة فيمرون إلى الجنة، ثم ينادى أين الشاكرون؟ فيقومون في كنفٍ من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر، فقلت: من الشاكرون؟ فقال: قومٌ أعطوا الدنيا فشكروا، وابتلوا فصبروا فيمرون ثم ينادي: أين الخائفون؟ قال: فيقومون في كنف الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر، قال: فقلت: ومن الخائفون؟ قال: قومٌ عملوا الذنوب في الدنيا وخافوا ربهم وتابوا إليه، يقول الله -عز وجل-: لا أجمع عليكم خوفين: خوفاً خفتموني في الدنيا وأخيفكم اليوم، قال: فيمرون، ثم ينادي: أين أصحاب اليمين؟ فيقومون في كنفٍ من الرحمن لا يحتجب الله منهم ولا يستتر، قال: فيعرض عليهم سيئاتهم فيعرفونها، -[218]- فيقال: عملتم كذا في يوم كذا، فيقولون: نعم يا ربنا، ولكن لنا أعمالٌ كنا نرجوا بها، قال: فيقول -تبارك وتعالى- فإني قد تجاوزت لكم عن سيئاتكم، وضاعفت لكم حسناتكم، فيعطون كتبهم بأيمانهم، وهؤلاء أصحاب اليمين)).
اسم الکتاب : موجبات الجنة المؤلف : ابن الفاخر الجزء : 1 صفحة : 217