اسم الکتاب : موجبات الجنة المؤلف : ابن الفاخر الجزء : 1 صفحة : 191
بابٌ في ذكر الورعين وأنهم يدخلون الجنة بغير حسابٍ
280 - أخبرنا الحسن بن أحمد، ثنا أحمد بن عبد الله، ثنا سليمان بن أحمد.
وأخبرنا أبو الفتح الحداد، ثنا أبو عبد الله بن حمدان وأبو الفتح بن عبيد الله قالا، ثنا الطبراني، ثنا علي بن سعيد، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو مالك الجنبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((إن الله ناجى موسى صلى الله عليه وسلم بمئة ألفٍ وأربعين ألف كلمةٍ في ثلاثة أيامٍ وصايا كلها، فلما سمع موسى صلى الله عليه وسلم كلام الآدميين مقتهم مما وقع في مسامعه من كلام الرب -تبارك وتعالى- وكان فيما ناجاه أن قال: يا موسى، إنه لم يتصنع المتصنعون لي بمثل الزهد في الدنيا، ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليه، ولم يعبدني العابون بمثل البكاء من خيفتي، فقال موسى: يا إله البرية كلها، ويا مالك يوم الدين، ويا ذا الجلال والإكرام، فماذا أعددت لهم؟ وماذا جزيتهم؟ قال: يا موسى، أما الزاهدون في الدنيا -[192]- فإني أبيحهم جنتي يتبوءون منها حيث يشاءون، وأما الورعون عما حرمت عليهم فإنه ليس من عبدٍ يلقاني يوم القيامة إلا ناقشته الحساب وفتشته عما كان في يديه إلا ما كان من الورعين فإني استحيهم وأُجِلُّهم وأدخلهم الجنة بغير حسابٍ، وأما البكاءون من خيفتي فلهم الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه)).
اسم الکتاب : موجبات الجنة المؤلف : ابن الفاخر الجزء : 1 صفحة : 191