اسم الکتاب : أنس المسجون وراحة المحزون المؤلف : الحلبي، صفي الدين الجزء : 1 صفحة : 154
ثيابي، فإلى أن لبسها جاءني سرّا من عرّفني أنّه ولد له ابن من مراجل.
فقلت: أقرّ الله عينك يا أمير المؤمنين بابن من مراجل. ولم يكن عرف الخبر. فحمد الله كثيرا، وسمّاه عبد الله وهو المأمون، وركب وأنا معه إلى دار الخلافة.
370 - قال [1]: وحدّث أبو الحسن بن أبي طاهر محمّد بن الحسن الكاتب قال: قبض أبو جعفر محمد بن القاسم بن عبيد الله [2] في وزارته على أبي وعليّ معه فحبسنا في حجرة من داره ضيّقة وأجلسنا على التراب وشدّد علينا، وكان يخرجنا كلّ يوم فيطالب أبي بمال المصادرة، وأضرب بحضرته ولا يضرب هو، ولا قينا من ذلك شدائد صعبة، فلما كان بعد أيام قال أبي:
إنّ هؤلاء الموكّلين بنا قد صارت لهم بنا حرمة فتوصّل [3] إلى مكاتبة أبي بكر الصّيرفي-وكان صديقه-لينفذ لنا ثلاثة آلاف درهم نفرّقها عليهم. ففعلت ذلك، وأنفذ الدراهم من يومه.
فقلت للموكّلين في عشاء ذلك اليوم: قد وجبت لكم علينا حقوق فخذوا هذه الدّراهم فانتفعوا بها. فامتنعوا، فقلت: ما سبب امتناعكم؟ فورّوا [4] عن ذلك. فقلت: إمّا قبلتم [5] الدراهم، وإمّا عرّفونا السّبب.
فقالوا: نشفق عليكم من ذكره، ونستحي. فقلت لأبي، فقال: قل لهم اذكروه على كلّ حال. فقلت لهم، فقالوا: قد عزم الوزير على أن يقتلكما
370 - الفرج بعد الشدة 1/ 277. حل العقال 69. [1] ما زال القول مسندا للقاضي التنوخي. [2] محمد بن القاسم الحارثي، كان عاملا على جند قنسرين والعواصم، استوزره القاهر بالله، ثم قبض عليه بعد ثلاثة شهور، مات بعد اعتقاله بثلاثة أيام. وفي الأصل: ابن عبد الله، والتصحيح من الفرج بعد الشدة. [3] في الأصل: قد صارت لنا بهم حرمة فنتوصل. وما أثبتناه من الفرج بعد الشدة. [4] في الأصل فزووا. وما أثبتناه من الفرج بعد الشدة. [5] في الأصل قبلتوا. وما أثبتناه من الفرج بعد الشدة.
اسم الکتاب : أنس المسجون وراحة المحزون المؤلف : الحلبي، صفي الدين الجزء : 1 صفحة : 154