اسم الکتاب : أنس المسجون وراحة المحزون المؤلف : الحلبي، صفي الدين الجزء : 1 صفحة : 147
لي مكرّما. فلمّا ردّ إليه قال: يا عمّي طب نفسا، وارجع إلى الأنس فلن ترى منيّ أبدا إلاّ ما تحبّ.
364 - ولأبي عبادة البحتريّ يخاطب محمد بن يوسف الثّغريّ وهو محبوس:
جعلت فداك الدّهر ليس بمنفكّ … من الحدث المشكوّ والنّازل المشكي
وما هذه الأيّام إلاّ منازل … فمن منزل رحب إلى [1] منزل ضنك
وقد هذّبتك الحادثات وإنّما … صفا الذّهب الإبريز يظهر بالسّبك (2)
أما في رسول الله يوسف أسوة … لمثلك محبوسا على الظّلم والإفك
أقام جميل الصّبر في السّجن برهة … فآل به الصّبر الجميل إلى الملك
365 - وحبس الرّشيد رجلا فكتب إليه: إنّ كلّ يوم يمضي من ملكك يمضي من بؤسي مثله، والأمد قريب، والحكم لله. فأمر بإطلاقه.
366 - وحبس الرّشيد أبا العتاهية فكتب إليه من السّجن:
تفديك نفسي من كلّ ما كرهت … نفسك إن كنت مذنبا فاغفر
يا ليت قلبي مصّور لك ما … فيه لتستيقن الذي أضمر
فلما وقف الرّشيد على ذلك أمر بإطلاقه.
367 - وحدّث محمد بن عبّاد قال: دخل حمزة بن بيض [3] على يزيد بن
364 - تقدّم الخبر برقم (289) صفحة 118. [1] في الأصل: ومن منزل ضنك.
(2) في الديوان (1568) قبلك بالسبك، وكذا هو في الخبر (289) صفحة 118.
366 - ديوان أبي العتاهية صفحة (556) تكملة الديوان.
367 - الأغاني 16/ 209. [3] حمزة بن بيض الحنفي شاعر أموي كوفي خليع ماجن من فحول طبقته، كان كالمنقطع إلى المهلب بن أبي صفرة وولده، اكتسب في الشعر مالا عظيما وله أخبار مع عبد الملك بن مروان. الأغاني 16/ 202، معجم الأدباء 1/ 280، فوات الوفيات 1/ 395.
اسم الکتاب : أنس المسجون وراحة المحزون المؤلف : الحلبي، صفي الدين الجزء : 1 صفحة : 147