responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأدب الصغير ت خلف المؤلف : ابن المقفع    الجزء : 1  صفحة : 66
وَكَانَ يُقَالُ: قَارِبْ عَدُوَّكَ بَعْضَ الْمُقَارَبَةِ تَنَلْ حَاجَتَكَ، وَلاَ تُقَارِبْهُ كُلَّ الْمُقَارَبَةِ فَيَجْتَرِئَ عَلَيْكَ عَدُوُّكَ وَتَذِلَّ نَفْسُكَ وَيَرْغَبَ عَنْكَ نَاصِرُكَ.
وَمَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ الْعُودِ الْمَنْصُوبِ فِي الشَّمْسِ، إِنْ أَمَلْتَهُ قَلِيلاً زَادَ ظِلُّهُ، وَإِنْ جَاوَزْتَهُ الْحَدَّ فِي إِمَالَتِهِ نَقَصَ الظِّلُّ.

الْحَازِمُ لاَ يَأْمَنُ عَدُوَّهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ: إِنْ كَانَ بَعِيدًا لَمْ يَأْمَنْ مُعَاوَدَتَهُ [1]، وَإِنْ كَانَ قَرِيبًا لَمْ يَأْمَنْ مُوَاثَبَتَهُ، وَإِنْ كَانَ مُنْكَشِفًا لَمْ يَأْمَنْ اسْتِطْرَادَهُ وَكَمِينَهُ، وَإِنْ رَآهُ وَحِيدًا لَمْ يَأْمَنْ مَكْرَهُ.

الْمَلِكُ الْحَازِمُ يَزْدَادُ بِرَأْيِ الْوُزَرَاءِ الْحَزَمَةِ كَمَا يَزْدَادُ الْبَحْرُ بِمَوَادِّهِ مِنَ الْأَنْهَارِ [2].
الظَّفَرُ بِالْحَزْمِ، وَالْحَزْمُ بِإِجَالَةِ الرَّأْيِ، والرَّأْيُ [بِتَكْرَارِ (3)

[1] في "ك": [مُغَاوَرَتَهُ]. وقال في الحاشية: ((مِن غاوره، أي: شن الغارة عليه)). وهذه الفقرة والتي قبلها مقتبستان من: كليلة ودمنة".
[2] قال في "ك": ((أي الأنهار المادة له بمائها)).
(3) التَّكرار: بفتح التاء لا غير، ويخطئ من ينطقها بالكسر، لأن المصادر إنما تجيء على التَّفْعَال بفتح التاء، مثل: التَّذْكَار، والتَّرْحَال، والتَّوْكَاف. ولم يجئ بالكسر إلا حرفان، وهما: التِّبْيَان، وَالتِّلْقَاء. وهذه فائدة نفيسة نبه عليها الإمام الجوهري (رحمه الله) في "الصحاح"، فخذها شاكرًا الله (تعالى)، وكن منها على ذُِكْر. ثم انظر - رحمني اللهُ وإياك - إلى سعة إحاطة أهل العلم الأوائل (رحمهم الله) ومبلغ بصرهم باللغة إذ يحصون ما شذ عن القاعدة في حرفين اثنين أو أحرف معدودة. وهاك مثالاً آخر ليزداد توقيرك إياهم وفخرك بهم، ولتعرفَ ضآلة مَن يقع فيهم من الخلف ممن لا يعرف الأرنبَ وأذنيها!! ولتعلمَ أن مَن أطلق لسانه فيهم بالثلب فهو في الغواية غاية، وفي قلة النهى نهاية! قال الإمام الرازي (رحمه الله) في "المختار": ((الصَّوْلَجَانُ - بفتح اللام: الْمِحْجَنُ، فارسيٌّ مُعَرَّبٌ. وكذا كل كلمة فيها صاد وجيم؛ لأنهما لا يجتمعان في كلمة واحدة من كلام العرب)) ا. هـ. وانظر "المزهر في علوم اللغة" للحافظ جلال الدين السيوطي (رحمه الله) [(ج2ص92) ط/ مكتبة دار التراث - الطبعة الثالثة].
اسم الکتاب : الأدب الصغير ت خلف المؤلف : ابن المقفع    الجزء : 1  صفحة : 66
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست