وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَتَفَقَّدَ مَحَاسِنَ النَّاسِ وَيَحْفَظَهَا عَلَى نَفْسِهِ [3]، وَيَتَعَهَدَهَا بِذَلِكَ مِثْلَ الَّذِي وَصَفْنَا فِي إِصْلاَحِ الْمَسَاوِئِ.
وَعَلَى الْعَاقِلِ أَنْ لاَ يُخَادِنَ [4] وَلاَ يُصَاحِبَ وَلاَ يُجَاوِرَ مِنَ النَّاسِ - مَا [1] ما بين المعقوفين ساقط من "ك". [2] الْخَلَّة: الْخَصْلَة، والجمع: خِلاَل. [3] سُئِلَ ابنُ المقفعِ: مَن أدبك؟ قال: ((نفسي؛ كنت إذا رأيت من غيري حسنًا أتيته، وإذا رأيت قبيحًا أبيته)). ويُروى أن نبي الله عيسى (- صلى الله عليه وسلم -) قيل له: مَن أدبك؟ فقال: ((ما أدبني أحد، ولكن رأيت جهل الجاهل فاجتنبته)) قال الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه "بداية الهداية": " ولقد صدق (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) .. فلو اجتنب الناس ما يكرهونه من غيرهم؛ لكملت آدابهم، واستغنوا عن المؤدِّبين " ا. هـ [4] الْخِدْن والْخَدِين: الصاحب والصديق، والجمع: أَخْدَانٌ وَخُدَنَاءٌ، يقال: خَادَنْتُ الرَّجُلَ مخادنَةً ... قال أبو زيد: خادنت الرجل: صادقته. ورجل خُدَنَةٌ: كثير الأخدان. "مقاييس اللغة" للعلامة ابن فارس (رحمه الله)، و"اللسان".
اسم الکتاب : الأدب الصغير ت خلف المؤلف : ابن المقفع الجزء : 1 صفحة : 29