responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البلاغة 2 - المعاني المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 352
والتعجب كما في قول الشاعر:
بنفسي تلك الأرض ما أطيب الرُّبا ... وما أحسن المُصطاف والمتربعا
فالربا: ما ارتفع من الأرض، والمصطاف: مكان الصيف، والمتربع: مكان الربيع. والمعنى: أفدي بنفسي تلك الأرض؛ لطيب رُباها العجيب، ولجمال فصليها.
ومن ذلك ألفاظ العقود كقولك: بعت، واشتريت، ومنها: رب، وكم الخبرية؛ لدلالتهما على إنشاء التقليل أو التكثير كما في قول القائل: رب أخ لك لم تلده أمك، وكما في قوله تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ} (البقرة: 249).
ولكن البلاغيين اهتموا بدراسة أساليب الإنشاء الطلبي وأهملوا دراسة أساليب الإنشاء غير الطلبي؛ وحجتهم في ذلك: أن الإنشاء الطلبي غني بالاعتبارات والملاحظات البلاغية، وأن أساليبه وهي: الأمر، والنهي، والتمني، والاستفهام، والنداء قد ترد ويراد بها غيرُ معانيها. فالأمر لطلب حصول الفعل، وقد يرد للتهديد ونحوه. استفهام لطلب الفهم، وقد يرد للإنكار وغيره، وهكذا. فتلك الأساليب الطلبية يتولد منها بحسب القرائن والسياق معان بلاغية متعددة.
أما أساليب الإنشاء غير الطلبي فقد أهملوها؛ لأمرين:
1 - أن أكثر هذه الأساليب في الأصل أخبار نُقلت إلى معنى الإنشاء.
2 - أنها لا تُستعمل إلا في معانيها التي وُضِعت لها، فالقسم لا يفيد إلا القسم، والتعجب والتعجب لا يرد بغير التعجب. وهذا لا يعني أن تلك الأساليب خالية من الاعتبارات البلاغية والمزايا الجمالية، بل تكمن وراءها أيضًا ملاحظات بلاغية واعتبارات دقيقة، لكن ليس بالقدر الذي هو موجود في الإنشاء الطلبي.

اسم الکتاب : البلاغة 2 - المعاني المؤلف : جامعة المدينة العالمية    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست