اسم الکتاب : التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله أبو سعيد السكري المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 129
وقوله " من الطويل ":
وإن كلاباً هذه عشرُ أبْطُنٍ ... وأنت بريء من قبائلها العشر
وفيها:
تعلّمْ أنَّ شرَّ فتى أناسٍ ... وأوضَعَهُ خُزاعِيٌّ كتيتُ
قال: كتيت: بخيل، يقال إنه لكتيتُ اليد أي: بخيل. أصل ذلك أن الكتيت صوت غليان القدر إذا قلّ ماؤها، فهو أقل صوتاً واخفض حالا من غليانها إذا كثر ماؤها فهو إلى الضيق والقلّة.
وقال عمرو بن جنادة " من الوافر ":
لقد أسرفت حين كسَوتُ ثوبي ... مرابدَ بالحجازِ لها كتيتُ
" قال " أبو عمرو: كتيت: غليان، كتَ يكِتُّ. ينبغي أن يكون هذا اللفظ مشتقا من الصوت، وذلك لأن الكتيت غليان القدر إذا قلَ ماؤها فكأنها تقول: كتّ كتْ، فاشتقّ منه على حكاية الصوت، ومثله قولهم تغطمطت القدر إذا قالت: غِطْ مِطْ حكاية صوتها، ومنه قولهم في صوت البحر " من الرجز ":
كالبحر يدعو هيقماً وهيقما ... كالبحر ما لقِمتَهُ تَلقَّما
اسم الکتاب : التمام في تفسير أشعار هذيل مما أغفله أبو سعيد السكري المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 129