responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصناعتين: الكتابة والشعر المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 351
وأفلتهنّ علباء جريضا ... ولو أدركنه صفر الوطاب «1»
أى لو أدركنه- يعنى الخيل- قتلنه، واستقن إبله فصفرت وطابه؛ ومن ذلك قول الأعشى:
ربّ رفد هرقنه ذلك اليو ... م وأسرى من معشر أقيال
الرّفد: القدح العظيم الضخم، يقول: استقت الإبل فخلا الرّفد، فكأنك قد هرقته.
ومن الأرداف قول المرأة لمن سألته: أشكو إليك قلة الجرذان، وذلك أن قلّة جرذان البيت ردف لعدم خيره؛ ويقولون: فلان عظيم الرماد، يريدون أنه كثير الإطعام للأضياف؛ لأن كثرة الإطعام يردف كثرة الطبخ؛ ومن المنظوم قول التغلبى «2» :
وكل أناس قاربوا قيد فحلهم ... ونحن خلعنا قيده فهو سارب
أراد أن يذكر عزّ قومه، فذكر تسريح الفحل فى المرعى، والتوسيع له فيه؛ لأن هذه الحال تابعة للعزّة رادفة للمنعة، وذلك أن الأعداء لعزهم لا يقدمون عليهم فيحتاجون إلى تقييد فحلهم، مخافة أن يساق فيتبعه السّرح؛ ومن ذلك قول الآخر:
ومهما فىّ من عيب فإنى ... جبان الكلب مهزول الفصيل
يعنى أن كلبه يضرب إذا نبح على الأضياف، فيردف ذلك جبنه عن نبحهم؛ وأن اللبن الذى يسمن به الفصيل يجعل للأضياف فيردف ذلك هزال الفصيل.
وقول الآخر:
وكلّ أناس سوف تدخل بينهم ... دويهية تصفرّ منها الأنامل
يعنى الموت، فعبر عنه باصفرار الأنامل، لأنها تصفر من الميت، فكان اصفرارها ردف؛ وقول امرىء القيس «3» :

اسم الکتاب : الصناعتين: الكتابة والشعر المؤلف : العسكري، أبو هلال    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست