responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 81
إلا بما ذكرناه. يقول: لم يزل الدهر يسعى بي إليها، ويسعى بالمكروه بيننا. فلما انقضى ما بيننا بالفراق سكن الدهر من تلك السعاية. ألا ترى إنه إن أراد السعي الذي هو المشي لم يكن له معنى. وليكن ما ظنه القاضي أبو الحسن رحمه الله سائغاً، ومشى الدهر بينهما من غير الفساد مسلما. وقوله على مضى الزمان على وصلهما فقط محمولا فما يصنع بقوله:
(فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر)
أترى الزمان لما وقع الفراق سكن عن المضي وملَّ الفلك من الدوران. والزمان إنما هو استمرار دورانه فلا مجاورة بين بيت الهذلي وبيت أبي الطيب إذن في شيء مما ذكرناه.
وقوله:
فَحُبُ الجبانِ النفس أورده التقى ... وحبُ الشجاعِ النفس أورده الحربا
وهذا البيت ظاهر المعنى، وإنما أوردناه ليدل على حسن نقله لهذا المعنى من كلام ارسطوطاليس النفس المتجوهرة تأبى مقارنة الذلة جداً. وترى مناها في ذلك حياتها والنفس الدنيئة بالضد من ذلك. وقد اكثر الشعراء في ذلك إلا أنهم لم يأتوا بالضدين في بيت كما أتى به. فأما الحصين بن الحمام المر فإنه أتى بمعنى النصف الأخير في قوله:

اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست