responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 76
وفي الأوراق المنسوبة إلى الصاحب تهزؤ بهذا البيت مستطرف قال: ومن تعقيده الذي لا يشق غباره، ولا تدرك آثاره قوله: وللترك للإحسان البيت. وما أشك أن هذا البيت أرفع عند أمته من قول حبيب:
وقلت للحادثات استنبطي نفقاً ... فقد أظلك إحسان بن حَسّانِ
ولا أدري أمن قوله: بتعقيده الذي لا يشق غباره أتعجب، أم من تشبيهه هذا البيت بيت أبي تمام. وكلا الأمرين عجيب.
أما زعمه إنه قد عقد فوجه التعقيد ما لا نعلمه. فإنه لم يقدم لفظه، ولا أخر أخرى
عن موضعها، ولا غرب في المعنى، ولا في اللفظ، وإنما قال: ترك الإحسان خير لمحسنٍ إذا لم يرب إحسانه. ألا ترانا حين فككنا النظم، وجعلناه نثراً أتينا بمثل لفظه سواء من غير زيادة ولا نقصان، ولا تقديم ولا تأخير. فليت شعري أين التعقيد. وأما قوله: (ما أشك أن هذا البيت أوقع عند حملة عرشه من بيت حبيب) فلا أعلم ما التجاور بينهما والتشارك. ولعله رأى إشراكهما في لفظة الإحسان تشابهاً. وحبيب يقول: قل للحادثات جدي في الهرب واتخذي نفقاً في الأرض فقد أظلك إحسان هذا الممدوح وهو يعفي على آثارك.

اسم الکتاب : الفتح على أبي الفتح المؤلف : ابن فورجة    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست