اسم الکتاب : الفلاكة والمفلوكون المؤلف : الدلجي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 123
وسهل بن هارون الملقب بزر جمهر الإسلام والكندي الإمام في العلوم العقلية الملقب بفيلسوف العرب كانوا في غاية البخل، وفي عدم ذكر أبي الأسود الدؤلي معنى آخر هو جلالته وصيانته عن نسبة البخل إليه.
(ومنها) إني لم أذكر في الفصل قبله في النكبات العارضة للأعيان، فقلما خلا عالم أو نبيل من نكبة، وأنا أذكر هنا طرفا لائقا بمقصودي من ذوي النكبات:
مالك ابن أنس
ابن أبي عامر بن الحرث بن غيمان - بالغين المعجمة - أبو عبد الله الإمام المدني، أحد أئمة الإسلام، سعى به جعفر بن سلمان بن علي ابن عم أبي جعفر المنصور، فدعا به وجرده وضربه سبعين سوطا، ومدت يداه حتى انخلع كتفاه. وسبب ضربه أنهم سألوه عن مبايعة محمد ابن عبد الله بن حسن وقالوا له: إن في أعناقنا مبايعة أبي جعفر. فقال إنما بايعتم مكرهين وليس على مكره يمين، فأسرع الناس إلى محمد فسعى به فضرب لذلك، ثم لم يزل بعده في علو ورفعه كأنما كانت تلك السياط حليا تحلى بها. توفي سنة 174.
أبو الحنيفة
النعمان بن ثابت الفقيه الكوفي أحد الأئمة المتبوعين، كان يزيد بن عمر بن هبيرة الفزارى أمير العراقين فأراد لقضاء الكوفة أيام مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية فأبى، فضربه مائة سوط وعشرة اسواط كل يوم عشرة أسواط، وبقي على الامتناع وسجنه فتوفى بالسجن في أحد القولين سنة 150 ببغداد.
الإمام أحمد بن حنبل
أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال الشيباني المروزي ثم البغدادي استحوذ على المأمون جماعة من المعتزلة وقولوه بخلق القرآن، فعن له بطرسوس أن يكتب إلى نائب بغداد إسحاق بن إبراهيم بن مصعب يأمره أن يدعو لناس إلى القول بخلق القرآن، فكان ذلك أول الفتنة، وكان ذلك آخر عمر المأمون قبل موته بشهور سنة 218، فلما وصل الكتاب استدعى جماعة من العلماء فامتنعوا فهددهم بالضرب وقطع الأرزاق
اسم الکتاب : الفلاكة والمفلوكون المؤلف : الدلجي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 123