اسم الکتاب : الفلاكة والمفلوكون المؤلف : الدلجي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 116
ما يقول سيدي؟ فقالت: يقول غنى
خلا من آل عاتكة الديار ... فمثوى أهلها منهم قفاز
فغنت هذه وصرخت هذه وشربوا أقداحا، فقال: أحسنتم غير أنكم لم تأتوا على ما في نفسي، فلما أجهده الأمر قال: لعل الجارية بغدادية لا تعرف الخلاء فقال لها: أين المستراح؟ ففعلوا كفعلهم الأول فقال: لعلهن حجازيات أين الحش؟ ففعلوا كذلك ثم قال: لعلهن كوفيات دعبل وأمر له بثياب، وهي حكاية طويلة. قال سعيد بن حميد لأبي هفان لأن ضرطت عليك ضرطة لأبلغنك إلى فيد. فقال له أبو هفان:
أسعدني بأخرى تبلغني إلى مكة فإني ما حججت بعد. مات سنة 255.
الرياشي
العباس بن الفرج الرياشي مولاهم. قال المبرد: سمعت المازنى يقول: قرأ الرياشي علي كتاب سيبويه فاستنفدت منه أكثر مما استفاد منى يعني إنه أفاده لغته وشعره وأفاده هو النحو. قال المبرد: وكان الرياشي والله أحمق، ومن حمقه إنه كان صائما لا يبلع ريقه.
ابن بانشاذ
النحوي البصري العلامة طاهر بن أحمد بن بابشاذ أبو الحسن، وكان يأكل يوما مع بعض أصحابه طعاما، فجاء قط فرمى إليه بشيء فأخذه وذهب به وعاد سريعا، ثم فعل ذلك مرة بعد أخرى فعلم أن له سببا فاتبعوني فإذا بقط آخر أعمى في سطح فقال الشيخ: هذا حيوان بهيم قد ساق الله له رزقه أفلا يرزقني وأنا عبده، فترك علائقه الدنيوية ولزم غرفة في جامع عمرو بن العاص وأقبل على العلم وجمع تعليقه في المحو قريبا من خمسة عشرا مجلدا، وأصحابه كابن بري وغيره ينقلون منها ويسمونه تعليقة الغرفة، وكان له معلوم وراتب على قراءته للكتب التي يكتبونها عن السلطان وإصلاحها تعرض عليه قبل أن تحمل إلى الجهة التي عينت لها. سقط من سطح جامع بن العاص فمات من وقته سنة369
اسم الکتاب : الفلاكة والمفلوكون المؤلف : الدلجي، أحمد بن علي الجزء : 1 صفحة : 116