اسم الکتاب : المفاخرة بين الماء والهواء المؤلف : البربير، أحمد الجزء : 1 صفحة : 35
(وأما قولك) إن فيّ حرف العلة، وإنني منسوب بوجوده في إلى الزلة، فلا يليق أن تعيبني بشيء أوجد الله فيك مثله، وهب إنك خلوت منه فهل تخلو من قول الأطباء فيك إنك أساس كل علة، (وأما قولك) إن الله شبه بي الدنيا فقد شبه الله بك أفئدة الكفار، وجعل زمهريرك سعيرا في النار فإن المذموم مقصوراً وممدوداً، إن مددت كنت جباراً عنيدا، وإن قصرت كنت إلها معبودا، وأنا الذي لا أتغير بالمد ولا بالجزر، وكيف يتغير من هو مادة البحر، وأما افتخارك برفعة المنازل، وعدك ذلك من أعظم الفضائل، فلا فضيلة للشخص بالمكان ولا بالزمان، كما قال
الشاعر الملسان:
ولو كان المكان له علو ... لطار الجيش وانحط القتام
وقال الطغرائي:
وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
هذا وأنشدك الله أينا كان عليه عرش الرحمن قبل خلق العالمين وأينا الذي جعل منه كل شيء حي وذكره بذلك في كتابه المبين، وأينا الذي بعث به ابن عباس إلى ملك الروم في قارورة كان أرسلها إليه مع بعض الجنود، وطلب منه أن يضع له فيها كل شيء والشيء عندنا هو
اسم الکتاب : المفاخرة بين الماء والهواء المؤلف : البربير، أحمد الجزء : 1 صفحة : 35