اسم الکتاب : الممتع في صنعة الشعر المؤلف : النهشلي القيرواني الجزء : 1 صفحة : 273
لعمري لئن اتبعت عينك ما مضى ... به الدهر أو ساق الحمام إلى القبر
لتستدر فإن كان البكارد هالكاً ... على أهله فاشدد يديك على عمرو
ولا تبك ميتا بعد ميت أحبه ... علي وعباس وآل أبي بكر
رضي الله عنهم، فتغرب عنه لما سمع الأبيات.
وكان سبب قتل عمرو بن أراكة الثقفي أن معاوية أرسل بشر بن أرطأة إلى اليمن ليقتل شيعة علي رضي الله عنه، وقال له: لا إمرة لك على قيس، فسار حتى أتى المدينة. فقتل بها ابني عبيد الله بن عباس، وكانا عند جدتهما من بني كنانة، ويقال من بلحارث بن كعب. أخذتهما من تحت ذيلها، فقتلهما فقالت:
يا من أحس بابني اللذين هما ... سمعي وطرفي اليوم مختطف
يا من أحس بابني اللذين هما ... كالدرتين تسطى عنهما الصدف
يبيت برا وما صدقت ما زعموا ... من قولهم، ومن الإفك الذي اقترفوا
أنحى علي ووجى طفلي مرهفة ... مشحوذة وعظيم الإفك يقترف
من ذل والهة حرى مفجعة ... على صبيين بانا إذ مضى السلف
وفر أهل المدينة منه فدخلوا حرة بني سليم، ومضى إلى اليمن، فقتل وسبى. قال العتبي: مات لي بنون، فمنعني شدة الوجد بهم من البكاء عليهم فذكرت قول ذي الرمة:
اسم الکتاب : الممتع في صنعة الشعر المؤلف : النهشلي القيرواني الجزء : 1 صفحة : 273