اسم الکتاب : الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري المؤلف : الآمدي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 268
لو يدب الحولي من ولد ال ... ذر عليها لأندبتها الكلوم
لم يرد بالحولى من ولد الذر ما أتى عليه الحول، ولكنه أراد بالحولي أصغر ما يكون من الذر، وإنما أخذ ذلك من قول امرئ القيس:
من القاصرات الطرف لو دب محولٌ ... من الذر فوق الإتب منها لأثرا
ومما يدل على صحة المعنى وأن الحولي إنما يراد به الصغر دون معنى الحول قول الراجز:
واستبقت تحذف حولي الحصى
فأراد بحولي الحصى أصغره، وقول الآخر أنشده ثعلب:
تلقط حولي الحصى في منازلٍ ... من الحي أضحت باللحيين بلقعا
ولما جعل لؤمه قديماً حسن أن يقول " قارح ".
ونحو ذلك قول أبي ذؤيب:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل تميمةٍ لا تنفع
لما كانت المنية - إذا نزلت بالإنسان خالطته - صح أن يقال: نشبت فيه، وصح أن يستعار لها اسم الأظفار؛ لأن النشوب قد يكون بالظفر.
وعلى هذا جاءت الاستعارات في كتاب الله تعالى اسمه، نحو قوله
اسم الکتاب : الموازنة بين شعر أبي تمام والبحتري المؤلف : الآمدي، أبو القاسم الجزء : 1 صفحة : 268