responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء    الجزء : 1  صفحة : 81
تعلق روحي روحها قبل خلقها ... ومن بعد ما كنا نطاقاً، وفي المهد
فعاش كما عشنا، فأصبح نامياً، ... وليس، وإن متنا، بمنقضب العهد
ولكنه باق على كل حالة، ... وسائرنا في ظلمة القبر واللحد
يكاد فضيض الماء يخدش جلدها ... إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
وإني لمشتاق إلى ريح جيبها، ... كما اشتاق إدريس إلى جنة الخلد
فغنته، فقال سليمان: قل! قال: تأمر لي برطل، فشربه، ثم قال: تغني بقول جميل:
علقت الهوى منها وليداً، فلم تزل ... إلى اليوم ينمي حبها ويزيد
وأفنيت عمري بانتظاري نوالها، ... وأبلت بذاك الدهر، وهو جديد
فلا أنا مردود بما جئت طالباً؛ ... ولا جبها فيما يبيد يبيد
إذا قلت: ما بي، يا بثينة، قاتلي ... من الحب، قالت: ثابت ويزيد
فتغضب فقال سليمان: قل! قال: تأمر لي برطل، فأتي برطل، فشربه، ثم قال: تغني بقول قيس بن ذريح:
لقد كنت حسب النفس لو دام ودها ... ولكنما الدنيا متاع غرور
وكنا جميعاً قبل أن يظهر النوى، ... بأحسن حالي غبطة وسرور
فما برح الواشون حتى بدت لنا ... بطون الهوى مقلوبة لظهور
فتغنت، فقال له: قل! قال: تأمر لي برطل، فما استتمه حتى وثب إلى أعلى قبة سليمان، ثم زج بنفسه على دماغه، فمات، فقال سليمان: إنا لله وإنا إليه راجعون، أتراه الجاهل ظن أنني أخرج إليه جاريتي، فأردها إلى ملكي!

اسم الکتاب : الموشى = الظرف والظرفاء المؤلف : الوشاء    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست